خروقات عمرانية تشوه شفشاون
تعيش شفشاون على وقع مذبحة "عمرانية"، أبطالها لوبي العقار، عبر إنجاز مشاريع عقارية، دون احترام معايير التصميم المعماري، ما دفع فعاليات مدنية إلى دق ناقوس الخطر ومناشدة المسؤولين للتدخل لإنقاذ جمال وسحر شفشاون من أي تشويه وإساءة.
وحسب مصادر “الصباح”، فالمدينة الأندلسية، التي تتميز بجاذبيتها السياحية، صارت تعاني العديد من التجاوزات والاختلالات في مجال التعمير أمام أنظار المسؤولين، دون تدخل للضرب بيد من حديد على كل من أساء إلى الطابع الجمالي والحضاري للمدينة والتي تحمل لقب “الجوهرة الزرقاء”، سيما أن الاختلالات العمرانية تفشت بعدة أحياء، على رأسها “كرنسيف” و”لوبار” و”عين حوزي” و”حي حناين”.
وأكدت المصادر أن وثائق التعمير الرسمية وشهادات المنعشين العقاريين والجمعيات المهنية المهتمة بالقطاع، كشفت خللا في تدبير الشأن المحلي بالمدينة، وعدم التعاطي بحزم مع هذه الخروقات والاختلالات الخطيرة، ما فسح المجال للمتورطين لعدم احترام المعايير التي يستند عليها التصميم المعماري، الذي يراهن على جمالية المدينة والزيادة من جاذبيتها والحفاظ على ملامحها التاريخية.
ووضعت عمارة في طور البناء بطريق “راس الما”، مسؤولي المدينة في ورطة، إذ حسب مصادر “الصباح”، لم يراع مشيدوها أي ضوابط قانونية ومعايير عمرانية تتماشى مع الطابع العام للمدينة، من بينها تضمنها أربعة طوابق، رغم أن التصميم العمراني حدد علو البنايات بالمنطقة في طابق واحد، إضافة إلى أنها شيدت في منطقة إستراتيجية، وهي الطريق المؤدية إلى المشروع الملكي “كورنيش رأس الماء”.
وتسببت العمارة في نقاش حاد بالمدينة، إذ طرحت تساؤلات حول الجهات التي رخصت لإقامتها، في تحد سافر لقانون التعمير، وللضوابط المؤطرة للمآثر التاريخية والحضارية للمدينة.
وأمام هذا الوضع العمراني الكارثي، عبرت فعاليات جمعوية وحقوقية عن امتعاضها إزاء ما تعيشه شفشاون، من فوضى في البناء والتعمير، دون أن تحرك السلطات ساكنا، ما شجع لوبي العقار على الاستمرار في تشويه الطابع الجمالي والنسيج العمراني، من أجل مراكمة الأرباح وفرض سياسة الأمر الواقع، ضدا في كل القوانين المنظمة لقطاع التعمير والبناء.
نقلا عن الصباح