فضاء المآثر والعمران... شفشاون مدينة الأبواب
كانت المدن المغربية العتيقة تحاط بسور وعدة أبواب، تفتح في الصباح وتغلق بعد غروب الشمس مباشرة، ولا يحق لأحد أن يدخل المدينة بعد هذا الوقت؛ هكذا كانت شفشاون كسائر المدن المغربية الأثرية ذات أبواب وسور يحيط بها لحمايتها. أما أبواب المدينة فثمانية: (باب الحمار)، و (باب الهرمون)، و (باب العين)، و (باب ريف الصبانين)، و (باب جنان القائد)، و (باب العنصر)، و (باب السوق).
والجدير بالذكر أن بعض الأبواب التي كانت خارجية عند بناء أول حومة في المدينة (حومة السويقة) أصبحت أبوابا داخلية عند توسيعها وهي: باب القثبة، وباب السور، وباب الموقف، حتى إن الزائر الذي يمر أمام هذه الأبواب الثلاث، لا يكاد ينتبه إليها لوجودها داخل المدينة.
بنيت هذه الأبواب على شكل أقواس، مزينة بنقوش على جدرانها، وتتكون من مصراعين خشبيين أو دفتين، ومزلاج حديدي كبير تسد به الباب من الداخل. أما من الخارج فقد صففت على جنباته مسامير ذات رؤوس مقعرة مصبوغة باللون الأزرق، ومدقة حديدية مستديرة الشكل وسط كل دفة من دفتي الباب.
أما الثغرات فهي منافذ صغيرة لم يعد لها وجود فعلي في العصر الراهن، ك "نقبة دمنة المخزن"، و "نقبة وطاء الحمام".
الكتاب: شفشاون... ذاكرة المكان
الكاتب: عبد الواحد التهامي العلمي
المركز العربي للدراسات الغربية
الشاون بريس/يتبع...