أمطار الخير تعري هشاشة البنية التحتية بمنطقة الجبهة

ما عاشته منطقة الجبهة التابعة لإقليم شفشاون، يوم الاثنين 22 ماي 2023، من سيول جارفة وفيضانات مهولة، ليس بجديد على المنطقة، وإنما هذه المرة الثالثة التي تسببت فيها امطار الخير حدوث فيضانات وانجرافات ألحقت خسائر مادية جسيمة لدى ساكنة المنطقة، حيث غمرت المياه الجارفة البيوت والمحلات التجارية، فضلا عن جرفِ حوالي عشر سيَّارات.

وحسب إفادة أحد نشطاء العمل الجمعوي بالجبهة في حديثه لمصدر صحفي، فإنَّ الأضرار الجسيمة التي لحقت البيوت الى ان ابتلت الأفرشة، كما تضررت المحلات التجارية ما أفضى الى افساد البضاعة التي كانت متواجدة بداخلها، وأرجع السبب الى عدم وجود بالوعات لتصريف المياه، وذلك ناتج عن الاهمال وعدم تشبع أعضاء المجلس الجماعي للجبهة بثقافة التدبير المحكم، والتسيير المعقلن، أنما يطغى عليهم طابع الاهمال وسوء التدبير واللهث وراء المصالح الشخصية وتحقيق المكاسب المادية، فلا تزال غالبية المحلاتُ التجارية مغلقة لليوم الثانِي، كما امتد الضرر الى أن انقطعت الطريق الوطنيَّة رقم 16 الرابطة بين الحسيمة وتطوان.

وأكد المتحدث نفسه، أن مدينة الجبهة الشاطئية بإقليم شفشاون في حاجة إلى مؤسسة منتخبة تتألف من أعضاء ومستشارين في مستوى تطلعات الساكنة، وتخلصها من الجماجم الفارغة التي ما انفكت تكرس وضعية الهشاشة في هذه الجماعة التي لطالما وهي تتضرع منهم.

ولكي لا تبقى مدينة الجبهة رهينة لاختراق السيُول الجارفة، يجب على وجه الالزام إصلاح صبيب “واد مسيابة” الذي يصب في مدينة الجبهة، ويشكل عليها خطرا بسبب الفيضانات المرتقبة، أضحت في كل مواسم الشتاء عرضة للسيول الجارفة، إذا لن يتم تدارك اصلاح جذري يهم واد مسيابة الذي يخترق مدينة الجبهة الى شطرين، ذلك الاصلاح الذي يكمن في تعميق مجراه ابتداء من رأس لوطا الذي يعد منبعه الموجود أعلى الجبهة على امتداد الوادي ب 600 م، او إحداث سد يحصر مياه الأمطار للحد من الفيضانات علما أن هذه الكارثة الطبيعية التي تجتاح مدينة الجبهة للمرة الثالثة، فإنَّ أهالي المنطقة يخشون تكرار هذه الفيضانات كلما حل موسم الشتاء.

وجدير بالذكر، أن ما عاشتهُ مدينة الجبهة هذه الأيام، ليس أمرًا غريبا، بل يمتد الى سنة 2011، ولم تتخذ تدابير تضمنُ السلامة لدى الساكنة، وقدْ صارتْ المدينة اليوم مشلولة، عقب الفيضانات، كما توقف ميناؤُها الذِي تسربت إليه الأوحال والحجارة، ما يستدعِي وقتًا مديدا لاستئناف نشاطهِ.

وفي ذات السياق، أكد المتحدث أن هذا الفيضانُ الأخير يبرز بشكل ملح أن مدينة الجبهة في حاجة إلى تأهيل البنية التحتيَّة التي لا تزالُ تخترقُها الوديَان، كيْ لا تبقى رهينة التساقطات المطريَّة، واختراق السيُول الجارفة.، ورغم هذا كله فإن مجلس جماعة الجبهة غير آبه بما لحق الناس من ثقل الأضرار ولم يتحرك لإصلاح ما يمكن إصلاحه أو يتخذ تدابير للحد من فظاعة الفيضانات.

هذا، وقدْ صارتْ مدينة الجبهة اليوم مشلولة الحركة في غياب السلطات المحلية، والمجلس الجماعي كأنهم غير مسؤولين على هذه الكارثة الطبيعية التي ما فتئت تتكرر كلما حل موسم الشتاء، كأن الأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد.

الشاون بريس/المصدر

مشاركة المقالة على :
اترك تعليقاً