العين الحمراء : “الملك و السعايين”

العين الحمراء

الملك و”السعايين”

 

كتب:يوسف بلحسن

           كان مراد وآخرون يداعبون الكرة بشاطئ مرتيل فلاحظوا غير بعيد سمو الأمير مولاي رشيد وهو يتمشى صحبة شخص أو شخصين، أحس الشباب بواجب الاحترام  فتوقفوا عن اللعب وأعطوا مسافة كافية،( لتأكيد مبدأ تعودنا عليه مند الصغر وهو توقير من يستحقه(، لحظتها بادرهم الأمير المعاملة  الحسنة، بتحية، وواصل سيره عبر الشاطئ( هناك من قال إنه توجه ساعتها إلى الجهة المواجهة لحي الديزة) حدث هذا في السنوات الأولى لتولي جلالة  الملك محمد السادس العرش، كانت القاعدة عندنا أنه من العيب والعار أن تعترض سبيل الأسرة الملكية لتطلب شيئا لنفسك،لكن اذا ما تفضل جلالته مثلا ومنحك شيئا فذاك أمر محمود.

        مؤخرا استقبل جلالة الملك  نادي الرجاء البيضاوي ، نحن الممتنون للرجاء العالمي بما حققه، فرحنا وطربنا وحتى التغطيات الإعلامية مررت علينا نفس الخط : الكل فرح والكل جميل “وكولو العام زين”، إلى أن تعرى المخفي وانكشفت لعبة  وقحة لا ندري كيف استقرت في نفوس الكثيرين حتى أصبحت معطى مسلم به  يبرره حتى الإمام الزمزي -صاحب فتاوى الجزر ومجامعة الموتى- اللعبة الوقحة وبلغتنا هي ” السعاية” بالعلالي وبدون حياء، لم يعد الأمر مرتبط فقط بتلك الفئة المحرومة والتي قد تجد عذرا لطلب المساعدة، القضية أصبحت عنوانا لكل من يصل إلى جلالة الملك، حتى بدأنا نسمع  رؤساء فرق ولاعبين ومسيرين رياضيين لا هم لهم سوى الفوز بكأس العرش عوض البطولة ليظفروا بمقابلة ملكية وليتقدموا بملفات “سعايتهم” وهذا لا يحدث فقط للرجاء بل تأكدوا أن الكل في الهوا سوا

       منظر تلك الرسائل المتساقطة كالمطر على الموكب الملكي، وبذاك الشكل الجنوني، ينم عن خطئ في التصور وعن قلة نظر لدى غالبية الناس ،ما معنى ألا يرى الواحد منا في المسؤول الأول عن البلاد مجرد فرصة نادرة لطلب معروف أو لحل مشكل  ؟ وما معنى أن نجد بعد سنين طويلة واثر ظهور فضائح لاكريمات أن مسؤولين ميسورين وعائلات معروفة تتوفر على أكثر من رخصة رغم أن وضعها المالي جيد؟

   كأغلبية الشعب المغربي نرى عملية “السعاية” هاته ،مذلة ومحتقرة وتنم عن تخلف فكري ودائما كنت أتساءل لماذا أضاع الآلاف من أبناء وطني وبناتهم  أحسن سنوات عمرهم في الدراسة لتحصيل الشواهد العليا ( ومن بينهم أختين لي ) ثم الوقوف بباب البرلمان للمطالبة بحقهم في الشغل والعيش الكريم ( لم ينالوا من الكرامة سوى هراوة المخزن)اذا كان غيرهم سيصطاد فرصة مرور الملك في مهمة رسمية أو خلال عطلته الصيفية ليخرج بلاكريما، أو عمل مباشر؟. الذي  نسر له هو أنه هناك الكثير من المغاربة الذين  حافظوا على كرامتهم وعفتهم ولم يتخذوا من فرصة لقاء جلالة الملك الوسيلة السريعة للغنى ، بعضهم حياه ، وبعضهم كلمه وبعضهم عرض ملف  عموميا .

   شخصيا لو أتيحت لي الفرصة… فسأحدثه عن عشقي وهيامي وعن أملي وأمل كل ناس مرتيل الشرفاء وأمل كل الغيورين على تراث وتاريخ منطقة غالية من مغربنا، سأطلب من جلالته يتدخل ليعيد الحياة  لوادي ومرتيل ومينائه النهري التاريخي .وكفى.

 

مشاركة المقالة على :
اترك تعليقاً