الهوية التسويقية لشفشاون

الهوية التسويقية لشفشاون


 

 

نظمت الجماعة الحضرية لشفشاون يوم الجمعة 19 أبريل في القصبة الأثرية ، حفلا بمناسبة الإعلان عن  الهوية التسويقية لشفشاون ، حيث كان اختيار و تصميم المكان غاية في التوفيق و الروعة  لجمعه مقومات شفشاون من طبيعة و تراث …

من الناحية العلمية تقدم الهوية التسويقية لشفشاون  مجموعة من التصورات ، المترابطات و الخصائص حول المجال ،كما تحمل في طياتها مجموعة من القيم التي تلتزم المدينة بتقديمها للكل. بعبارة مبسطة،هي أداة رئيسية تميزها عن مدينة أخرى . هي علامة بصرية،سمعية ،و حسية، تخاطب المتلقي ،كسكان المدينة و تجعلهم يدافعون عنها كمكان يعيشون فيه، الشركات كمكان للاستثمار ، الزوار و السياح كمكان لقضاء عطلتهم و التمتع بأحاسيسهم …

لن أشرح في هذا المقال أقسام الهوية التسويقية المتكونة من الشعار و الرمز. ما أريد هو التكلم عن هذه التجربة التي احتضنها مسيري المدينة. حيث يمكن اعتبار شفشاون المدينة الأولى في المغرب التي تحتضن إستراتيجية التسويق ألمجالي .

هذه الإستراتيجية الاقتصادية التي تبنتها معظم المدن التي تؤمن بالتشاركية في العمل ،من أهم  أهدافها وضع تصور واضح لما لشفشاون من مميزات طبيعية ربانية وتحويلها إلى  مميزات تنافسية تساعد على الزيادة في الدخل الاقتصادي و تكون قيمة مضافة للرفع من جاذبيتها . و لكي يحصل ذلك يجب دراسة وتهيئة المجال بخطط و مشاريع محددة من أجل إقناع المستثمرين خصوصا الدولة التي من المؤكد سترفع من قيمة الاستثمارات حين تكون متأكدة أن ما ستستثمره سيكون في الوقت و المكان المناسب خصوصا مع ازدهار السياحة الداخلية.

يوم الأحد الفارط ، أثناء عودتي إلى شفشاون من طنجة، أبهرني ما رأيته في الساعة السابعة مساءا . كانت هناك سلسلة طويلة من السيارات و لا أبالغ إن قلت  أنها ممتدة من تطوان إلى غاية سد النخلة أي حوالي أكثر من 10 كلم .أول ما تبادر إلى ذهني هو “كيف كانت شفشاون ممتلئة هذا اليوم ؟” .لا أملك إجابته لأني لم أكن حاضرا و لكني تخيلت الصورة و الإجابة من خلال ذاكرتي …

أما الأسئلة المتعلقة بالتسويق ألمجالي فهي . إذا كانت هذه السلسلة الطويلة من السيارات الممتدة    “أعيدها” من تطوان إلى غاية سد النخلة  ، فكم كانت عدد السيارات في هذه السلسلة ؟ . كم نسبة هذه السيارات التي  كانت في شفشاون ؟. كم عدد الأشخاص الذين زاروا شفشاون هذا اليوم ؟.  ماذا سيقولون عن شفشاون عند عودتهم ؟.

 أما أهم سؤال فهو “هل رحبت بهم شفشاون كما كانوا يتوقعون قبل زيارتهم؟”.

الإجابة عن هذه الأسئلة تقربنا من فكرة أنه يجب أن ندرس جيدا وضعنا الاقتصادي السياحي أساسا لمعرفة النقص الحاصل ، و الرسائل الايجابية و السلبية  التي يمكن أن تؤثر في شفشاون على المدى المتوسط و البعيد . و يستلزم ذلك الشروع في البحث عن المعلومات للإجابة. و سيتأتى ذلك عندما نطبق خطة التسويق ألمجالي.   

                                                                               يوسف السمار 

 

مشاركة المقالة على :
اترك تعليقاً