ستقوم جريدة الشاون بريس بنشر سلسلة مقالات للإطار الشفشاوني يوسف السمار يقدم من خلالها مواصفات البائع الناجح، سلسلة دليل البياع فرصة هامة لكل شاب طموح يريد تحقيق نجاح في حياته المهنية، فكونوا في الموعد.
سلسلة دليل البيّاع 1
كتب:يوسف السمار*
نتطلع إلى تحقيق مجموعة كثيرة من الأهداف في حياتنا، منها حياة كريمة تحتوي في نسبيتها على منزل آمن، أسرة، حياة اجتماعية واسعة و وقت فراغ من أجل التمتع والرفاهية. ويستلزم ذلك الحصول على مورد مالي شهري قار ، فنتعلم في المدارس لنتكوّن في اختصاص ما ، يؤهّلنا للعمل براتب يكون في كثير من الأحيان الأداة الوحيدة لتحقيق القيمة المضافة لما نصبوا إليه، فنبدأ في الاندماج ونرتقي درجة تلو أخرى لنحقق رغباتنا و احتياجاتنا حسب ما نناله من مجهودنا .
هناك من يتطلع إلى وظيفة في الدولة ، وظيفة أمنة لا تتطلب المغامرة ،يظن أنه سيرتاح فيها من تقلبات الزمن و مفاجآته … و هناك من يحلم بالعمل في شركة خاصة. إجمالا قليلا ما نجد أحدا يحلم بأن يكون له مشروع تجاري حر.
من ضمن الوظائف أو المهن التي أصبحت شائعة في هذا العصر، مهنة قليل من يعتبرها مهنة ،لا يعترف بها أحد، مهنة إذا أخلصت لها أعطتك ، أهميتها في دوران عجلة الاقتصاد الوطني لا ينكرها أحد ، لا تحبها أمهاتنا و ينفر منها الكثيرون …رغم أنه بعد مرور الوقت نجد أغلب هؤلاء الكثيرين يمتهنونها.
إنها مهنة البيّاع ،و هو ذلك الشخص ( أستسمح المرأة في تعبيري لأنني سأتكلم بصفة المخاطب المذكر ، معتبرا أن المرأة البيّاعة في شخصيتها و إمكاناتها أحسن من كثير من الرجال، خصوصا في مجتمعنا الذي يعتبر المرأة التي تتوجه إليه لمحادثته بشأن عملية بيع غير محترمة .و هذا خطأ …).
كما قلت فالبيّاع هو ذلك الشخص الذي يكسب راتبه من عملية التبادل، فيربح نسبة تزداد كلما كررها مرات عديدة. و الذي يأخذ المال مقابل سلعة أو خدمة من الزبون كيفما كانت مهمته داخل مشروع، حتى لو كان مشروعا صغيرا جدا،فمن سائق تاكسي ،نادل في مقهى ،مسئول صندوق محل ما ،مندوب مبيعات شركة خاصة، كبيرة كانت أم صغيرة إلى صاحب مشروع ضخم، إلى من يكتب هذه السطور…. فكلنا بيّاعون .
مع متغيرات القرن 21 و بزوغ سياسة العولمة ، فتحت الدول أسواقها للشركات العالمية و أصبح الكل يتنافس من أجل بيع منتجاته أو خدماته ، مما دفع بمهنة البيّاع أن تعرف ارتفاعا متزايدا، فأصبحت المآل الوحيد لكثير من الشباب الحاصل على شهادات في جميع التخصصات،و دون عملية البيع لن يكون هناك اقتصاد متطور تنافسي ،فمن البيّاع الذي يبيع منتج رخيص في السوق الأسبوعي ك الخضر ،المواد الأساسية … إلى ذلك الذي يبيع منتجات و خدمات بلاده للدول الأخرى كالفسفاط ،البترول، الأماكن السياحية ،فهم من يساهمون في تنمية الاقتصاد و الرفع من سرعة دوران عجلة التنمية .
و البيّاع قبل كل شيء هو إنسان قرر الاعتماد على نفسه و الاتصال بالآخرين من أجل إقناعهم بشراء ما لديه، و يمكن اعتبار عملية الاتصال بهم مرحلة متقدمة جدا من قدرات و إمكانيات البياع الناجح. بحيث قبل ذلك يجب أن يتحلى بالمصداقية، المرونة، روح الإنصات و صفات أخرى….كما يجب أن تكون في جعبته أدوات لإقناع زبنائه لإنهاء عملية البيع .
هذا المقال هو مقدمة لسلسة،حول مهنة البيّاع التي غالبا ما يكون السؤال المطروح حولها ، هل هي مكتسبة أم فطرية في الطبيعة البشرية ؟ ونجد من المفكرين فريقين أحدهما مع المكتسب و الأخر مع الفطري . و سنبين لاحقا طبيعة البيّاع لنعرف، هل نستطيع أن نكون بيّاعين؟ خصوصا في ظل شح العمل الوظيفي، و التوجه نحو عصر المعرفة الذي يؤمن بقدرات الإنسان اللامحدودة .
* يوسف السمار:
-ماجستير في التسويق،التسيير التجاري ،الإعلان، التواصل، ،التجارة الالكترونية
NANOTECHNOLOGIE ماجستير في الكمياء- فزياء-
– مدرب تنمية بشرية -المركز الهولندي للتنمية البشرية-
-البورد الأمريكي- NLP- ماستر برمجة لغوية عصبية