الشاون بريس/هسبريس

عودةٌ إلى عدد من التقاليد المغربية المرتبطة بحفظ القرآن والاحتفاء بحفظته الجدد من التلاميذ والتلميذات تلاحظ في عدد من مدن البلد وقُراه، من بين نماذجها مجموعة من الاحتفالات في السنوات الماضية نُظِّمت تحت لواء التقليد التاريخي “سلطان الطلبة”، وأحدثها نظمت بقرية بني شيا بجماعة باب برد في إقليم شفشاون.

وعلى نطاق واسع تناقل متابعون في موقعَي التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”إنستغرام” مقاطع مصورة لتلميذات وتلاميذ أتموا حفظ القرآن، ويشاركون في مسيرة، حاملين ألواحهم، ومرددين محفوظات مغربية تاريخية مرتبطة بمثل هذه المسيرات الاحتفالية، مع تقديمهم على الساكنة التي تقتفي خطواتهم.

وقال ربيع فردوس في تصريح صحفي، نائب مدير مدرسة عمر بن الخطاب المهتمة بتحفيظ القرآن الكريم، إن هذه الدورة الأولى من هذا الاحتفال، بعد تخريج أول فوج من الحفظة بالكُتَّاب الجديد لبني شيا التابع لمدرسة عمر بن الخطاب.

وأضاف فردوس: “أعطى الكُتّاب ثماره، وتخرّج خاتمون من البنات والذكور والحمد لله (…) وهذه الاحتفالات برفع الألواح الخاصة، والخروج إلى الناس، مستنبطة من الأجداد والعلماء في المغرب. وفي المسيرة الخضراء كانت شعرات القرآن الكريم نفسها، وهي تقاليد نُحييها”، وتابع: “هدف الحفل تشجيع الناس على أن يحفظ أبناؤهم القرآن الكريم، في ظل وجود أوقات فارغة أكثر من المعتاد بسبب الإضرابات، والآن الظروف متاحة للمُدرس أو الفقيه المحفظ لاستقبال التلاميذ الذين يدرسون في المؤسسة، صباح مساء”.

وذكر المتحدث ذاته أن الهدف من تشجيع حفظ القرآن هو “تخريج خاتمين مزاوجين بين الدراسة في التعليم العمومي والحفظ”، مردفا: “تجربتنا معهم أنهم يكونون متفوقين في كليهما، حفظا للقرآن وعلما بالرياضيات والفرنسية والمواد الأخرى، ونحتاج هذا؛ أي أن يكون لنا مهندس وطبيب وأستاذ من حفظة القرآن الكريم”.

وكشف المصرح تزايد الإقبال على حفظ القرآن، موردا: “منذ أسبوعين افتتحنا كُتّابين جديدين، ويوجد إقبال عليهما، بل ويتصل بنا أناس من دواوير أخرى بإقليمي شفشاون وتطوان لافتتاح كتاتيب قرآنية ليدرس بها أبناؤهم وبناتهم. والحمد لله وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تيسر الأمور جدا في هذا الباب، وما نحتاجه هو رغبة إمام المسجد لتحفيظِ الأطفال، والأناس المستفيدين”.