شفشــاون…
بستــان للعشــق
و
نافــدة للحـزن
إلى
نهر شفشاون الخالد
الصديق الشاعر
عبد الكريم الطبال
1
شِفْشَـاوُنُ…
شِفْشَـاوُنُ هَـذِي الشَّامِخَـةُ النَّهْـدَانِ
الْمَغْسُولَـةُ بِالَّلبَـنِ الْبَـارِدِ
وَالْمَسْكُونَـةُ بِالْهَـمِّ الْيَوْمِـي
وَالزَّمَـنِ الْمُتَرَسِّـبِ
وَالإِيقَـاعَ الْبَـَدوِي…
تَخْلَـعُ عَنْهَـا ثَـوْبَ الأَزْمِنَـةِ الْمَنْخُـورَةِ
وَالْحُلْـمِ النَّاعِـمِ
وَالْهَـدْرَة*
تُعْلِـنُ مِيثَـاقَ الْحُـبِّ
وَتُشْـرِعُ لِلْفَـارِسِ
أَجْـوَاءَ الْحَـرْفِ الْمَـارِدِ
“بَـابَ الْعَيْـنِ”
وَ”رَأْسَ الْمَـاءِ”
وَكُـلَّ شَرَايِيـنِ الْعِشْـقِ
الْمَزْرُوعَـةِ فِـي أَحْضَـانِ الزَّيْتُـونِ
النَّعْنَـاعِ
الرَّيْحَـانِ
التُّـوتِ
وَفِـي كُـلِّ فَضَـاءَاتِ الْحُلـمِ
الْكَامِـنِ فِـي رَ قَصَـاتِ الْمِـرْآةِ
الْمُنْسَابَـةِ فَـوْقَ الْجَسَـدِ الأَخْضَـرِ
فَيْضـًا
يَتَدَفَّـقُ مِـنْ نَهْدَيْهَـا
يَتَغَلْغَـلُ فِـي شَجَـرِ الْقَلْـبِ
وَفِـي الْكَلِمَـاتِ الْوَارِفَـةِ
الْكَلِمَـاتِ الْبِكْـرِ…
حُقُـولاً لِلضَّـوْءِ
وَلِلـدِّفْءِ
وَلِلْخِصْـبِ.
2
شِفْشَـاوُنُ…
شِفْشَـاوُنُ
هَـذَا الْجَسَـدُ السَّابِـحُ
بَيْـنَ خَلاَيَـا الأَبْيَـضِ وَالأَحْمَـرِ
يَقْـرَأُ أُحْـزَانَ الآتِيـنَ مَـعَ الظُّلْمَـة
فِـي عَرَبَـاتِ الشَّمْـسِ
الْمَطَـرِ
الْبَـرْدِ…
وَيُشْـرِعُ لِلْفَـارِسِ
آفَـاقَ الأَزْمِنَـةِ الْمَسْكُونَـةِ بِالْحُـبِّ
وَبِالصَّحْـوِ
وَبِالْحَـرْفِ الصَّاخِـبِ
كَـيْ يُوقِـظَ إِنْسَـانَ الثَّلْـجِ،
تَمَاثِيـلَ الْقـشِّ
وَبَعْـضَ رُؤُوسِ الْمَاشِيَّـة
الْمَدْفُونَـةِ فِـي مَمْلَكَـةِ الدُّخَّـانِ/الْوَهْـمِ
وَفِـي أَحْضَـانِ الزَّبَـدِ…
يَـزْرَعُ مَـا بَيْـنَ الْمَاءَيْـنِ
وَبَيْـنَ الزَّمَـنِ
حُقُـولَ النَّبْـضِ الأَنْبَـلِ
وَالأَنْقَـى
كَـيْ يَطْلـعَ فِـي صَحْـرَاءِ الْقَلْـبِ
نَخِيـلَ الْحُـبِّ
وَيَنْتَشِـرُ.
* الهدرة:الثرثرة، الكلام الذي لا معنى له.
شفشــاون
السبـت07/07/1990
عبدالسلام مصباح