مخلفات زيت الزيتون بإقليم شفشاون تهدد سلامة البيئة

تقوم العديد من معاصر الزيتون بجهة الشمال، خصوصا بالجماعات التابعة لعمالتي إقليم وزان وإقليم شفشاون، بالتخلص من مخلفات عصر الزيتون والمياه المستخرجة منه أو المستعملة في عملية عصره، بطريقة عشوائية وجد خطيرة، حيث يلقى بهذه النفايات الملوثة في الوديان ومجاري المياه الطبيعية بهذه المناطق القروية، الأمر الذي يتسبب في كارثة بيئية لهذه الوديان، وبالتالي، نفوق العديد من الأسماك المتواجدة بها.

هذه النفايات صارت تشكل مصدر قلق بيئي، حيث تتسبب في تلوث مصادر المياه السطحية والجوفية ومياه الأنهار بسبب احتوائها على مركبات معقدة، لأن المخلفات المستخرجة من الزيتون بعد عصره ليست قابلة للتحليل بسهولة، كما أن هذه المعاصر لا تتوفر على آليات لمعالجة هذه النفايات، مما يجعلهم يتخلصون منها بطريقة عشوائية عبر رميها في الوديان ومجاري المياه الطبيعية، خصوصا الجافة بقلة الأمطار، لكن في حالة تساقط الأمطار، فإن خطرا حقيقيا ينتظر ساكنة العديد من الجماعات الترابية بكل من عمالة شفشاون ووزان والعرائش، بسبب تلوث المياه التي يتحول لونها إلى أحمر بفعل هذه النفايات التي تؤثر سلبا على المياه والتربة.

ورغم انخراط المغرب في عدة تظاهرات تخص المجال البيئي والمحافظة عليه، وكذلك برنامج “المغرب الأخضر” وغيرها، كما توجد العشرات من الجمعيات والمنظمات التي تحشر أنفها في كل ما هو نشاط بيئي، إلا أنها غابت عن هذه الكارثة التي تهدد العالم القروي بسبب مخلفات الزيتون، حيث تلتزم هذه الجمعيات الصمت ولم تدق ناقوس الخطر أو تبادر إلى إنجاز تقارير خاصة عن هذا الموضوع والقيام بزيارات لهذه الوديان من أجل مشاهدة نفوق الأسماك بها بسبب مياه “الزيبار” السامة الناتجة عن عملية عصر الزيتون، والتي تتدفق من المعاصر المخالفة لشروط الصحة والسلامة العامة.

وفي انتظار تدخل الجهات المعنية مركزيا وجهويا من أجل فتح تحقيق ووقف هذا الخطر على الصحة العامة وتلويث المياه الطبيعية والمحافظة على البيئة خصوصا بالمناطق الجبلية، فإن كل الأنظار تتجه إلى وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة.

الشاون بريس/الأسبوع الصحفي

مشاركة المقالة على :
اترك تعليقاً