تسببت بناية ضخمة تم بنائها من قبل المنعش العقاري، والبرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، عبد الرحمان العمري، في تغيير المجرى الطبيعي لواد “آزرزا” المتواجد بجماعة واد لو، إقليم تطوان.
وقد كانت الجمعية الوطنية لمحاربة الفساد، فرع وادي لو، قد تقدمت بشكاية بخصوص الموضوع للجهات المعنية، بمن فيهم باشا باشوية واد لو، وذلك حينما كانت أشغال البناية المعنية لازالت في طور الإنجاز في سنة 2017، حيث كان الطلب المقدم في الشكاية آنذاك، يروم إيقاف البناء داخل محرم الملك المائي بواد “آزرزا”، إلا أن الأشغال اكتملت، وأصبحت البناية الضخمة تشكل عائقا حقيقيا لمجرى الوادي.
وحسب شكاية الفرع المحلي للجمعية الوطنية لمحاربة الفساد، التي تتوفر “الشاون بريس” على نسخة منها، فإن الأخبرة رصدت “مخالفات خطيرة في مجال التعمير بالمدينة لا تنطبق مع تصميم التهيئة الجاري به العمل، حيث تمت معاينة استمرار أشغال البناء ببناية في طور الإنجاز مكونة من طابق أرضي + أربع طوابق داخل محرم واد أزرزا الممنوعة من البناء منجزة من طرف المنعش العقاري عبد الرحمان العمري، كما علينا استمرار أشغال البناء بالورش الآخر مكون من طابق أرضي + اربع طوابق وبدأ إنجاز الأعمدة الطابق الخامس يبعد عن الورش الأول بحوالي 50 متر داخل محرم الواد كذلك تعود ملكيتها لنفس المنعش المذكور حيث تسببان في تغيير المجرى الطبيعي للواد”.
وتابعت الجمعية في شكايتها للباشا، “لقد تم البناء بتواطئ جهات متعددة مختصة على رأسهم رئيس جماعة وادي لو محمد الملاحي بمساعدة مسؤولة قسم التعمير غزلان قبابي والتقنيين دون حسيب ولا رقيب والمتعلقة بمنحه رخص فردية مخالفة لتصميم التهيئة لوادي لو ضاربا عرض الحائط ضوابط البناء العام المحددة لشكل وشروط تسليم الرخص”.
وأضافت الجمعية، أنه “وفي حالة عدم وجود أي رخص فالأمر يدخل ضمن اختصاصكم جناب السيد الباشا لضبط المخالفات وزجرها، (..) كما ندين لوبي العقار الفاسد المتسلط على مدينتنا ونؤكد لكم على أننا نحن أعضاء الجمعية الوطنية لمحاربة الفساد فرع وادي لو جنود مجندون وراء الملك محمد السادس لفضح الفساد والمفسدين بكل ما تمتلكه من قوة لتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة”.
وفي السياق ذاته، التمست الجمعية من الباشا تفعيل مقتضيات القانون 66.12، وذلك لانتقاله إلى الورشين المذكورين في الشكاية فور تلقي الأخيرة، بهدف إيقاف أشغالهما نهائيا مع ترتيب الآثار القانوني عن ذلك.
إلا أنه وحسب رئيس الجمعية المذكورة، “لم يتم التفاعل مع الشكاية المقدمة في إطار هذا الموضوع، حيث أن البناية أصبحت ضخمة لاكتمال بنائها، كما تسببت في تشوه مجرى الواد ومنظر المنطقة”.
نقلا عن بلادنا 24