بدأت تعرف شواطئ إقليم شفشاون خلال مواسم الصيف الأخيرة إقبال كبيرا من طرف المصطافين نظرا لرحابتها، تنوعها ومناظرها الخلابة… كما لعبت الطريق الوطنية رقم 16 دورا مهما في رفع العزلة عن هذا الساحل المتوسطي الذي يمتد على حوالي 120 كلمتر ويحتضن شواطئ ساحرة مثل واد لاو وتارغة واسطيحة وشماعلة وإعرابن وحنان النيش وأمتار وتاغسة ومرس الدار، إضافة إلى أحواض بحرية صغيرة لازالت طرقها غير سالكة إلى الآن، ولا تزال محافظة على عذريتها…
ورغم كل الجمال الذي تزخر به هذه الشواطئ، التي يمكن أن تلعب دور محرك اقتصادي مهم بالنسبة لأهالي المنطقة الذين يعانون من الهشاشة بسبب غياب فرص العمل وتراجع كبير في النشاطين الفلاحي والصيد البحري.
وقد تشكل السياحة بديلا حقيقيا لإنعاش اقتصاد الشريط الساحلي لإقليم شفشاون إذا ما توفرت إرادة سياسية حقيقة للنهوض بهذا القطاع، لكن ما يلاحظه كل من يرتاد أهم شواطئ إقليم شفشاون هو ذاك الإهمال الكبير الذي يطال مرافقها، بسبب انعدام شبه كلي للخدمات العمومية الأساسية من مسالك معبدة وإنارة ومراحيض ومواقف السيارات وفضاءات للترفيه، إلا أن الأمر الذي يلطخ صورة تلك الشواطئ الجميلة، ويعتبر وصمة عار في جبين مسؤولي المنطقة هو عامل النظافة، إذ تغرق غالبيتها في الأزبال والقاذورات، بسبب السلوكات غير المسؤولة وضعف الوعي البيئي وحس المواطنة عند غالبية المصطافين، وكذا تقاعس الجماعات الترابية التي تنتمي لنفوذها هذه الشواطئ في القيام بواجباتها.
وتعرف مجموعة من الشواطئ النائية بإقليم شفشاون غياب شبه كلي لعمال النظافة بها مثل شواطئ ماراشاطا وازنتي مونيكا وأعرقوب وجنان النيش.. وهو ما صار يتطلب التفاتة عاجلة وإجراءات عملية فورية لتأهيلها وإعادة الاعتبار لها، لتحويلها إلى مصدر للتنمية المحلية وإنتاج الثروة وخلق فرص الشغل، على غرار ما تم إنجازه بقرية امتار، التي عرفت تأهيلا مهما شمل بنياتها التحتية حولها إلى قرية متوسطية جميلة.
الشاون بريس/المساء 24