أبواب المساجد والنقابات تتحول إلى دكاكين لبيع الغبرة والسيليسيون ومشروب الباستيس بطنجة
بقدرة قادر أضحى بين عشية وضحاها كل من ممر الأمير مولاي عبد الله (المعروف عند ساكنة طنجة بزنقة الشياطين) والحي المحاذي لهذا الممر والمعروف “بحومة السبانيول” من أخطر البؤر التي يرتادوها متعاطي المخدرات الصلبة والكيميائية والخمور المهربة بشمال المغرب. هذا التحول الجذري في هاته الرقعة الجغرافية الواقعة بالقلب النابض لعاصمة البوغاز يعود إلى استيطان عصابتين منذ حقبة زمنية تقريبا دون أن يقع أفرادها في شباك العدالة، وذالك كنتيجة حتمية للحماية التي توفرها لهم جهات نافذة داخل الإقليم معروفة بحسها الانفصالي وعدائها لقضية وحدتنا الترابية. وهذا بالضبط هو السبب الرئيسي الذي جعل من بارونات العصابتين شخصيات غير مكثرة باحتجاجات الساكنة، مع توان تلك البارونات في البوح بين الفينة والأخرى وأمام الملء بكونهم نجمعهم علاقة صداقة وطيدة ومودة مع زمرة من السياسيين وحفنة من رجال السلطة- وتحديدا أولئك الموظفين الذين خول لهم قانون الصفة الضبطية واجب إلقاء القبض على أفراد العصابة وتقديمهم للعدالة…!!!
وحسب إفادة بعض سكان الحي والتي توصلت جريدة “الشاون بريس” بنسخة منها فان عصابتين لا ثالث لهما تحتكران ترويج الكوكايين والهيروين وأقراص الهلوسة وأنابيب اللصاق والمشروبات الكحولية المهربة والمنتهية الصلاحية بهذا الركن الحيوي من مدينة طنجة. نفس العصابتين تجندان فيلقا من المتعاونين في مقدمتهم النوادل وحراس السيارات وبائعات الهوى وممتهني الدعارة الرجولية، إلى جانب أفراد الحراسة ووسطاء الدعارة وبائعي السجائر بالتقسيط الذين يتخذون من “مطعم البيتزا” ومقاهي ومحلبات ومطاعم أخرى واقعة بممر “الأمير مولاي عبد الله”، إضافة إلى بوابة مسجد الغفران ومطعم “لونج روج” الواقعين “بحومة السبانيول” كمكان إضافي لتمرير بضاعتهم المحرمة، وكل هذا مقابل عمولة أو كما يصطلح عليها بالكوميسيون.
وللمزيد من المعطيات يجب أن يعرف الرأي العام الوطني بكون العصابة الأولى يترأسها الشخص الملقب “بالوجدي”. هذا الأخير يمتطي سيارة من نوع “فولسفاغن توران”. نفس الشخص يقطن “بحومة السبنيول” وتحديدا بالعمارة الواقعة قبالة عمارة كريم. فيما يتخذ من مقهى “مارينا” الواقعة بأسفل عمارة “مارينا” قبالة مسجد الغفران، وبالضبط بزنقة ابن زهر الممتدة على طول “حومة السبنيول” كمكان شبه رسمي لتجارته. كما أن الجميع من سكان الحي يعلم أن هذا المجرم الخطير صدرت في حقه عدة مذكرات بحث وسبق أن قام مرارا بتسليط كلاب من فصيلة البيتبول على رجال الأمن الوطني أثناء عمليات المطاردة.
أما فيما يخص العصابة الثانية فيترأسها المدعو “بساني” وأخوه الملقب “بشيشاح” وأبوهم الملقب “بالكراب” والقاطنين جميعا “بحومة السبانيول” على مقربة من شارع أنوال، وتحديدا بعمارة الناموس. كما أن رئيس العصابة ” بساني” يمتطي سيارة سوداء اللون من فئة “فولسفاغن 7”. أما أباه المختص في تجارة المشروبات الكحولية المهربة والمنتهية الصلاحية فيمتطي سيارة بنية اللون من فئة “رونو كانكو”. وللتذكير فان هذا الثلاثي المرعب يتخذ من المكان المتواجد بمحاذاة العمارة رقم 36 الممتدة على طول شارع “أنوال” والمكان المظلم المجاور لبوابة نقابة الاتحاد العام للشغالين التابعة للكتابة الإقليمية لحزب الاستقلال كمكان رسمي لتمرير بضاعتهم، ليس للمواطنين المغاربة فحسب (بما فيهم القاصرون والقاصرات) بل كذالك للسياح الخليجيين والحراكة من جنسيات جزائرية ونيجيرية وسورية. هذا وللتذكير، فان توقيت بيع المخدرات والخمور المهربة بهاته النقطة الموبوءة بشارع “أنوال” يمتد من التاسعة ليلا إلى غاية السابعة صباحا. ويعرف قدوم زبناء راجلين بمعية زبناء آخرين ممتطين لدراجات نارية وسيارات خاصة، ناهيك عن زبناء آخرين مستعملين سيارات الأجرة من الحجمين الصغير والكبير وسيارات النقل السري والتي يصطلح عليها بطنجة “بطاكسي وسبرينتر كوكايين”.
وعليه ينتظر سكان الحي المذكور سالفا من ممثلي النيابة العامة ورؤساء الفرقة الوطنية للشرطة القضائية والفرقة الوطنية للجمارك بمعية مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية بالتدخل العاجل قصد إيقاف هذا النشاط الإجرامي الذي شرد أسرا بكاملها بسبب الإدمان، وحول من أبواب المساجد والنقابات لأماكن آمنة للقوادة وبيع وتعاطي المخدرات والكحول وأنابيب اللصاق المعروفة بالسيليسيون.
الشاون بريس