الشاون بريس
في لحظة ستظل محفورة في ذاكرة الرياضة الوطنية، تستعد مدينة شفشاون، يوم السبت 29 يونيو 2025، لاستقبال نجوم المنتخب المغربي لمونديال المكسيك 1986، في مباراة استعراضية استثنائية ضد قدماء فريق شفشاون المحلي، في لقاء رمزي يجمع بين الوفاء والذاكرة، وبين المجد الكروي والتقدير الشعبي.
جيل 1986، الذي كتب ملحمة استثنائية في كأس العالم بالمكسيك، يدخل سجل التاريخ من بابه الواسع حين قاد المغرب إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخ الكرة العربية والإفريقية، متفوقًا على عمالقة من حجم إنجلترا، بولونيا، والبرتغال، قبل أن يخسر بشرف أمام ألمانيا في مباراة خالدة.
نجوم بحجم عزيز بودربالة، الزاكي بادو، محمد التيمومي، خيري، الزايدي، البويحياوي، الضلمي وغيرهم، كانوا أيقونات زمن كروي جميل، اختلط فيه الحلم بالإصرار، وكانت فيه الكرة المغربية عنوانًا للعزة والتميز على الساحة الدولية.
واليوم، وبعد قرابة أربعة عقود، يعود هؤلاء الأسود إلى الملاعب، لا من أجل الألقاب، بل من أجل إحياء روح الوطن، ولمسة العرفان، ودفء الذكرى، في حدث ينتظر أن يستقطب جمهورًا واسعًا من مختلف الأجيال.
مدينة شفشاون، درّة الشمال المغربي، التي لطالما عشقت الكرة الجميلة، ستكون شاهدة على لحظة فريدة، عنوانها الاعتراف بجيل ألهم الأمل ورفع راية المغرب عاليًا.
الحدث ليس فقط استعراضًا كرويًا، بل هو عناق بين الماضي والحاضر، ودرس في أن الانتماء والاعتراف لا يسقطان بالتقادم. وستكون المباراة مناسبة لنسج خيوط جديدة من التقدير، بين شباب اليوم ونجوم الأمس، وبين جمهور ظمآن لنبض الحنين، وأسود لن تنسى الجماهير زئيرها في سماء المكسيك.