أملال يوثّق ويدرس الأمثال الشعبية بشفشاون ونواحيها

أملال يوثّق ويدرس الأمثال الشعبية بشفشاون ونواحيها

 

 

من الفلاحة إلى التهكم مرورا بالثقافة المنزلية والمرأة والزواج واليهود وتقلب الأحوال وسلوك الناس المُنتقَد والموت والأدعية الجارية مجرى الأمثال، يوثّق كتاب جديد الأدب الشعبي بشمال البلاد من خلال تقييد ودراسة أمثال شفشاون ونواحيها.

 

صدر هذا الكتاب للباحث محمد أملال عن معهد الشارقة للتراث، بعنوان “الأدب الشعبي في شمال المغرب-دراسة للأمثال السائرة في شفشاون وربوعها”.

 

وكتب أملال أن الاهتمام بالأدب الشعبي في شمال المغرب عامة، ومدينة شفشاون ونواحيها خاصة، “يأتي استجابة لضرورة ملحة” اقتضاها الوعي بـ”قيمة هذا الأدب؛ فهو عنصر مركزي ضمن المنظومة الفكرية والإبداعية التي تتشكل منها الهوية الحضارية لهذه المنطقة، وهو-بكل أشكاله وتجلياته-جزء من الذاكرة الحية التي تؤرخ للفئات المنسية، وتعبر عن إبداعيتها التي صمدت في وجه الأزمنة”.

 

وقدم الباحث هذا العمل الجديد بوصفه سعيا لـ”إنصاف هذا الأدب الذي ظل لفترات طويلة محط ازدراء وتحقير، على أساس أنه نتاج بدائي للفلاحين وللطبقات المهمشة، رغم أنه-حقيقة-لا يقل قيمة وفنية عن الأدب الرسمي، وكثيرا ما شكل رافدا له”.

 

وشدد الكاتب على أن الأدب الشعبي عامة “مستودع مقومات الشعوب ومكمن تفكيرها ومعتقداتها، وهو أيضا تعبير عميق وشفاف عن أصولها الحضارية والتاريخية وعن مخزونها الروحي والفني”، وهو ما دفعه إلى “تصنيف نماذج من الأمثال الشعبية السائرة في شفشاون وربوعها تصنيفا موضوعيا يكشف اتجاهاتها وأغراضها المتعددة”، مع تحليل جماليات لغتها وبلاغتها.

 

وفي تصريح صحفي، قال أملال إن هذا المؤلَّف ينطلق من “وعي بقيمة الأدب الشعبي”، الذي يتضمن “البنى الحضارية التي تشكل الشمال والأمة المغربية”، كما أنه “ذاكرة إبداعية صمدت”.

 

وهذا ما اقتضى، وفق الكاتب، “وقفة موضوعية ومنهجية توخت الإسهام في حفظ هذا الأدب، الذي كان محط ازدراء رغم أنه لا يقل أهمية وإبداعا عن الأدب الرسمي، بل وكان رافدا له”.

 

ويرى أملال في هذا المؤلف “استمرارا لجهود روادنا، الذين اعتنوا بهذا الأدب، وسعوا لتجاوز الهوة بين الأدبين”، كما أنه “استجابة لرغبة ذاتية” متعلقة بالانتماء والبحث في تراث الأجداد والجدات.

 

ووضح أن هذا المؤلف يتضمن “دراسة تصنيفية تحليلية لأمثال شفشاون”، علما أن أدبها الشعبي غزير ويتعدد بين “العيطة الجبلية، والحكايات الشعبية، والغناء الشعبي النسائي من عروبيات ورباعيات، وغيرها”.

 

وتحدث الكاتب في ذات التصريح عن مسار عمله الميداني من أجل جمع العديد من أمثال المنطقة، ونتائجه العلمية التي “تكشف عن فرادة المثل الشعبي بالمنطقة موضوعيا، وجماليا، ووظائفه الروحية”، فضلا عن تغطيته “قضايا كثيرة تعكس الحياة الجماعية لكل مكوناتها”.

 

ومع رحيل العديد من الذاكرات الكبيرة للمثل الشعبي المغربي، شدد أملال على أن الأمثال “جزء من الثقافة الشعبية لا بد من الاهتمام به قبل فوات الأوان”.

 

الشاون بريس

مشاركة المقالة على :
اترك تعليقاً