إعدام الموروث الغابوي بعمالة شفشاون جرائم تسجل ضد مجهولين
لم تستطع السلطة بجميع مكوناتها ومعداتها، أن تحدد الجناة الذين حولوا العديد من الغابات بعمالة شفشاون إلى رماد وأراض صالحة للفلاحة والبناء بعدما كانت تابعة للملك الغابوي.
وفي الوقت الذي صادق فيه المغرب على أزيد من 60 اتفاقية دولية متعلقة بالمناخ والحفاظ على البيئة في إطار مشروع “المغرب الأخضر”، نسجل أن البيئة بمدن الشمال تحولت إلى سواد، بسبب الحرائق المتكررة التي تنشب بها دون الوصول إلى الجناة، رغم الأبحاث والتحقيقات التي تجريها السلطات المعنية، حيث تكفي جولة خفيفة إلى الغابة الموجودة قرب باب برد بإقليم شفشاون على الطريق المؤدية إلى دوار أولاسن وجماعة بني منصور، وبالضبط بمنطقة “المرجة”، للوقوف على الكارثة البيئية التي تجري حاليا والمتمثلة في إعدام الغابات نهارا جهارا، والإتيان على ما لم تصله حرائق الصيف الماضي.
وتستنكر الساكنة بباب برد والجماعات المجاورة، ما يجري ويمارس ضد البيئة في الإقليم عامة وبالغابة المذكورة خاصة، وتشجب الصمت المطبق للمسؤولين بمركز باب برد والذي ينم على أنه لا وجود لأي مسؤول أو حارس من قطاع المياه والغابات أو أي سلطة من السلطات المكلفة بالغابات.
وهذا الموضوع يحيل على جرائم أخرى جرت ولا زالت تجري بباقي الجماعات بالإقليم منذ ثمانينات القرن الماضي، دون أن تحرك الدولة أي تحقيق في هذه الجرائم البشعة التي أتت على الأخضر واليابس، وتقديم الجناة للعدالة بتهم إضرام النار في الغابات، ولعل ما جرى في جبل العسري الذي تحول من غابة ضخمة وضاربة في التاريخ إلى أرض قاحلة، خير دليل على ما يقال.
وأوضحوا سكان المنطقة، أنهم يوجهون أصابع الاتهام إلى السلطات والإدارات المعنية بالدرجة الأولى، محملين إياها مسؤولية التواطؤ مع الجناة وتمكينهم من التغطية اللازمة للقضاء على الغابات التي فاق عمرها مائة سنة تقريبا، وبالتالي، الاغتناء غير المشروع على حساب البيئة والمناخ، كما حاول العديد من المواطنين القاطنين هناك مرارا نقل هذه الجرائم عبر تقنية البث المباشر، غير أن تغطية الاتصالات بجميع أنواعها ضعيفة جدا بالمنطقة.
وتطالب الساكنة ومعها المجتمع المدني، بتدخل لجنة وطنية للوقوف على حجم هذه الكوارث والجرائم المرتكبة في حق الموروث الغابوي، وتتوجه بندائها إلى عامل الإقليم ووزير الداخلية ومندوب المياه والغابات، وباقي الوزارات المعنية بقطاع البيئة، وكذا بفتح تحقيق في الموضوع، والضرب على يد الجناة والفاسدين والمتواطئين، من أجل إعادة الاعتبار للموروث الغابوي بباب برد وحماية البيئة بإقليم شفشاون ككل.