مع الارتفاع الملحوظ في درجة الحرارة وبداية الموسم الصيفي بشكل مبكر، وتسجيل حالات غرق بمناطق متعددة بوزان وشفشاون خلال السنة الماضية، نتيجة أخطار السباحة في حقينة السدود والبحيرات، بادرت مجموعة من الجمعيات المهتمة بوزان وشفشاون إلى مطالبة كافة الجهات المعنية بتسريع توفير مرافق عمومية ولو مؤقتة يمكنها أن تشكل متنفسا حقيقيا للأطفال والقاصرين، خاصة بالجماعات القروية، وتغنيهم عن التوجه للسباحة بأماكن تشكل خطرا على سلامتهم وحياتهم وتهددهم بالغرق.
وذكر مصدر أن السلطات المختصة، بتنسيق مع الجماعات الترابية المعنية بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، ومصالح وكالة الحوض المائي اللوكوس، أصبحت مطالبة بإطلاق حملات تحسيسية بشكل مبكر نتيجة ارتفاع درجة الحرارة مع دخول شهر ماي الجاري، وهو الشيء الذي يدفع العديد من الأشخاص للتوجه للسباحة بحقينة السدود والبحيرات مع ما يشكله ذلك من خطر كبير على حياتهم، إذ رغم تسجيل مآسي غرق العديد من الشباب والقاصرين، إلا أن المغامرة تبقى مستمرة لغياب بدائل تتمثل في مرافق عمومية.
وأضاف المصدر نفسه أن الحملات التحسيسية، والتحذير من السباحة بالأماكن الخطيرة، وجب أن تركز على فئة الأطفال والقاصرين وضرورة توعيتهم بخطر الغرق بحقينة
السدود، باعتبارهم من الفئات التي تحتاج للتنفيس والسباحة خلال الصيف وارتفاع درجة الحرارة، كما أنهم لا يقدرون المخاطر التي تحدق بهم عند المغامرة بالسباحة بالسدود والبحيرات.
وأكدت العديد من الأصوات، المهتمة بحقوق الإنسان بشكل عام والأطفال بشكل خاص بجهة الشمال، على حق الجميع في الاستجمام والاستمتاع بالعطلة الصيفية، وهو الشيء الذي يسائل الجهات المعنية، من منتخبين وسلطات وصية وغيرهم بالقطاعات الوزارية المعنية، لتحمل المسؤولية في توفير المرافق العمومية الضرورية، من مسابح ومخيمات صيفية، لاستقبال الأطفال والقاصرين وضمان حقهم في الاستمتاع بالعطلة، في ظل احترام شروط السلامة والوقاية من الأخطار.
وسجلت حوادث غرق سابقة بوزان وشفشاون نتيجة إهمال مخاطر السباحة ببحيرات السدود التي تحتوي على كميات كبيرة من الأوحال، وعروش الأشجار، وتيارات جارفة قوية ناتجة عن عبور المياه عبر مآخذ مياه السد المخصصة للماء الشروب والسقي، وإنتاج الطاقة الكهربائية، حيث تعد هذه العوامل السبب الرئيسي في مآسي الغرق المسجلة.