في ظل غياب المراقبة من طرف السلطات المحلية ولجانها، من أجل تتبع الأشغال العشوائية المقامة هذه الأيام بالعديد من الجماعات القروية التابعة لعمالة إقليم شفشاون، يتم القيام بإصلاحات أو ترقيع البنى التحتية والمسالك الطرقية فقط من أجل صرف ميزانيات الجماعة دون تنزيل برامج تنموية حقيقية تستفيد منها المنطقة وساكنتها.
وقد أصبح تدخل جرافات لإزالة الأتربة عن المسالك الطرقية إنجازا تعتمد عليه العديد من الجماعات الترابية بالمنطقة، لكون هذا الأمر لا يكلف ميزانية الجماعة سوى مصاريف المحروقات وسائق هذه الجرافة، لكن عند تساقط الأمطار تعود هذه المسالك الطرقية إلى حالتها المزرية وأكثر بسبب التربة التي تم جرفها بواسطة الجرافات وتركها على جنبات الطرقات، حيث تتحول إلى مصيدة يصعب على الراجلين والسيارات استعمال هذه الطرق، خصوصا التلاميذ الذين يستعملونها يوميا للذهاب إلى المدارس.
ومن بين هذه المشاريع العشوائية التي يعرفها العالم القروي، قيام مجموعة الجماعات الترابية والتعاون بعمالة شفشاون، وبتنسيق مع الجماعة الترابية أونان، باستعمال أنابيب للصرف الصحي مستعملة ومكسورة كما هي ظاهرة في الصورة، ووضعها عشوائيا على الواد الذي يربط دوار أموكان وجماعة أونان، الأسبوع الماضي، وتغطيتها بالتربة دون تدعيم هذه الأنابيب بالحديد والإسمنت من أجل أن تصمد في وجه الفيضانات ومياه الأمطار التي تعرفها المنطقة، وربما تكون قد جرفت معها هذه الأنابيب المدعمة بالأتربة.
فغياب الدراسات والتخطيط وميزانية يسودها الوضوح والشفافية، والتي تعد أهم الشروط والمقومات الأساسية للتنمية الشاملة والمستدامة، هو ما يدفع بعض المسؤولين إلى القيام بحلول ترقيعية تحول دون اكتمال فرحة الساكنة بعدما تم فتح هذه المقاطع الطرقية أمامهم لتسهيل التنقل وولوج النقل المدرسي وسيارة الإسعاف، وغيرها من وسائل النقل الضرورية.
الأسبوع الصحفي