الإقامة الفنية بشفشاون تنتج “الكاس الخاوي”
انطلقت مع بداية شهر أكتوبر 2014 الإقامة الفنية في مجال الكتابة المسرحية، والمنظمة من قبل فرقة مسرح “المدينة الصغيرة” بمدينة شفشاون، بدعم من وزارة الثقافة، واختتمت أول أمس الخميس 27 نونبر 2014، وذلك مواكبة من الفرقة لدعوة الوزارة الوصية على الشأن الثقافي بالمغرب، بالانخراط في مشروع “الإقامات الفنية”، سعيا من الوزارة لتنويع أشكال دعمها للمسرح، وأملا في الحصول على نتائج أفضل للحركة المسرحية بالمغرب، وبمشاركة ثلاثة كتاب مسرحيين وهم: محمود شاهدي، وإيمان الرغاي، وأحمد السبياع، بغاية التواصل وتبادل الخبرات وتعميق المهارات، والوسيلة الوحيدة لذلك هو كتابة نص مسرحي مشترك. وذلك حسب ما أفادنا به منسق الإقامة الكاتب المسرحي أحمد السبياع.
وقد كان الكتاب الثلاثة على وعي بصعوبة الكتابة المشتركة، لذلك وضعوا منذ البداية خطة أولى لذلك، وأخرى بديلة، في حالة فشل الخطة الأولى، نصت الأولى على كتابة النص بصيغة مشتركة والمصادقة على كل حوار على حدة، وهذا طبعا يؤدي إلى التأخر، وبذل الكثير من الجهد، فليس سهلا التوافق بين ثلاثة كتاب رغم تقارب أفكارهم وأساليب اشتغالهم، ونصت الخطة البديلة على: تقسيم النص المزمع كتابته، بعد الاتفاق حول الفكرة والأحداث والشخصيات إلى ثلاث وحدات، ويتكلف كل كاتب بكتابة وحدة منها.
غير أن إصرارهم على الكتابة المشتركة وعلى التوافق والتفاعل، جعلهم في منأى عن اللجوء إلى الخطة البديلة، فأنتجوا نصا مسرحيا أسموه “الكاس الخاوي”، الذي يهتم، حسب الكاتب المسرحي “أحمد السبياع” المشارك في الإقامة، بشخصيات “قل ما ننظر إليها، شخصيات قد نشير نحوها بأصابع الاتهام دون أن نناقشها”. وتعتمد خطة كتابته (النص) على “المونولوج وكذا بناء المواقف، حيث تُعطى مساحة هامة لبوح الشخصيات وإبحارها في عوالمها الذاتية والداخلية العميقة. كما تُخلق مواقف درامية تتأرجح بين الحزن والضحك والسخرية تفضي إلى فرجة متنوعة”. يضيف السبياع.
وكانت الإقامة، حسب السبياع دائما، فرصة للحوار وتبادل الآراء حول أشكال الدرامية، حيث “نكتب النص حوارا بحوار، ولكي تتم المصادقة على حوار ما ينبغي الاتفاق عليه من قبل اثنين من الكتاب، وهذا يأخذ طبعا الكثير من الوقت، لكن في النهاية نحصل على نص يمثلنا جميعا، وعدم رفض الأفكار قبل النظر الدقيق إليها من جميع الجوانب”.
أما الممثلة والكاتبة المسرحية “إيمان الرغاي”، فأكدت أنها شعرت في البداية بالخوف من فشل تجربتها في هذه الإقامة “الفريدة من نوعها”، “لا سيما أن كل واحد منا آت من بيئة وثقافة مختلفة عن الآخر، لكن سرعان ما اندثر هذا الإحساس مع مرور الوقت، واتضاح رؤية المشروع”. تقول الرغاي.
وعن إيجابيات التجربة، فهي في نظر الرغاي متعددة، فقد “تعلمت تقنيات جديدة وطرق متنوعة في الكتابة المسرحية، التي ستفيدني لا محالة في كتاباتي القادمة”.
وبالنسبة لثالث الكتاب المشاركين في هذه الإقامة، فهو الكاتب والمخرج المسرحي محمود شاهدي، فشدد على ارتباط الكتابة المسرحية بقواعد كونية، لكنها تبقى في الوقت نفسه نتاج تجربة خاصة، فكل كاتب “له طقوسه وطريقة تعامله مع محيطه”.
واستطاعت هذه التجربة، يقول شاهدي، “أن تجعل من عوالمنا المختلفة منبعا لنص مشترك. نحاول من خلاله خلق انسجام في العلاقات التي تربطنا ببعضنا، في بداية الأمر، لكي يتحول هذا الانسجام لنص نحاول من خلاله تقريب الشخصيات من الركح”. فكما أن “الكتابة هي أن تكون وحيدا، فهي أيضا، بثلاث وحدات مشتركة حياة طويلة لشكوكنا المشتركة”.
وتعتزم الفرقة إنتاج النص المسرحي “الكاس الخاوي” وتقديمه عملا مسرحيا احترافيا لهذا الموسم، وترشيحه لدعم وزارة الثقافة بصيغته الجديدة، والفرقة اليوم عاكفة على اختيار طاقم العمل المسرحي.
الدراما ميديا