الترويج الإعلامي للهجرة…سلاح يفتك بعقول الشباب
لماذا الترويج والدعاية إلى الحريك عبر وسائل التواصل الاجتماعي فعالة بشكل رهيب؟ لماذا يتفاعل الجمهور المغربي معها ويثق فيها ثقة عمياء؟ لماذا الاتصال الصادر عن مؤسسة الحكومة لا يسوق له أحد؟.
كمحاولة للإجابة على بعض هذه التساؤلات يمكن القول أنه، بناء على قواعد وأدبيات علم الاتصال، وسيكولوجية العلاقات بين الجماعات البشرية، فإن الرسائل الاتصالية الصادرة عن جموع الحراكة، والزورق “اللغز”، لها أثر فعال في نفسية المتلقي.
إن قراءة متأنية لبعض الأشرطة السمعية البصرية، المصورة في قلب البحر، تظهر أن هؤلاء الشباب والشابات يكاد يطيرون من السرور والانشراح، ونشوة الفرح تنط من عيونهم الشاحبة، لأنهم مقتنعين ولهم إيمان راسخ بصواب اختيارهم، وأن قرار الرحيل عن المغرب والهروب من كل مشاكله الشائكة هو احسن قرار يمكن أن يتخذه المرء في حياته.
في نفس السياق صورة “الفانطوم” الغريب، الذي يقوده أشخاص نبلاء، من أجل إنقاذ الشباب الضائع والفقراء من الغرق، في أوحال وطن أصبح مثل محرقة للأحلام والآمال، هي في حذ ذاتها صورة معبرة، ولها قوة مليون كلمة ،وليس مجرد قوة ألف كلمة كما يقول المثل الصيني القديم.
بعبارة أوضح الاتصال الفعال هو عمل ميداني على الأرض، وهذا بالضبط ما يقوم به زورق الفقراء وجموع الحراكة، أما الاتصال الغير مجدي فهو، البلاغات والتصريحات الصادرة كل يوم خميس عن الناطق الرسمي باسم الحكومة، فهو اتصال غير فعال، لأنه بالنسبة للجمهور المتلقي، يبقى مجرد اجترار لكلام شفوي لا تأثير له على أرض الواقع.
وأخيرا يمكن القول أن فيديوهات الحراكة الفرحين بقرب الفرج، يعتبر أخطر سلاح دعائي لتحفيز إخوانهم وأصدقائهم وأبناء حارتهم، وقبيلتهم، ومدنهم ،للخروج عن بكرة أبيهم إلى البحر، للشروع في ملحمة العبور نحو الأرض الموعودة.
بريس تطوان