الشفشاوني عبدالنور مزين يوقع روايته الأولى بطنجة
احتضنت المكتبة الوسائطية لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتعليم بطنجة مساء الثلاثاء 7 أبريل/نيسان حفل تقديم وتوقيع الرواية الأولى للكاتب الدكتور عبدالنور مزين بحضور القاص والشاعر والناقد الأدبي الدكتور محمد المسعودي الذي قدم ورقة نقدية حول الرواية، وأدارت الجلسة الأديبة الإعلامية حنان عزوز.
وغصت جنبات المكتبة الوسائطية بحضور كثيف ومتنوع من نقاد وكتاب وشعراء وروائيين بالإضافة إلى العديد من المهتمين بالشأن الأدبي من إعلاميين ومتابعين فضلا عن أصدقاء الكاتب والكثير من قراء الرواية.
وقبل أن تفسح المجال للدكتور محمد المسعودي لعرض الورقة النقدية التي تناولت الرواية، قامت حنان عزوز بتقديم مقتضب عن الكاتب والطبيب عبدالنور مزين الذي أتى الأدب من حارة الطب حاملا مبضعا لغويا خاصا يسيل اللغة بمداد شعري باذخ الزرقة كزرقة شفشاون حيث ولد وترعرع أو زرقة بحرية مضاعفة من بحري طنجة حيث يقيم، وكذلك عن تلك الظروف التي قادته إلى عوالم الكتابة من قصة قصيرة إلى الشعر فالرواية.
وكما أرادته حنان عزوز اتسم اللقاء بكلمات مفتوحة من طرف الحضور في تواصل مباشر مع الكاتب تنوعت ما بين الشهادة المباشرة عن مسار الكاتب منذ بداياته الأولى وتقاطع المهني والابداعي في تجربته وشهادات أخرى ركزت على تنوع أشكال التعبير عند الكاتب بين الشعر والقصة والرواية.
وكان بعض الأسئلة أكثر مباشرة حيث رامت مساءلة الكاتب عن الغاية من محاولة التأريخ لمرحلة مهمة من تاريخ المغرب والتي يصطلح عليها بسنوات الرصاص عبر السرد الروائي ومعاني التنوع في الأجناس الأدبية التي كتب.
وكان اللقاء مناسبة لمساءلة تجربة الكتابة السردية عند الدكتور عبدالنور مزين مكنت الكاتب من إلقاء بعض الأضواء عن أجواء كتابة رواية “رسائل زمن العاصفة” وتساؤلات حول المرحلة السياسية المغربية التي ترصدها أحداث الرواية.
وخلف اللقاء ردود فعل مرحبة بهذا العمل الروائي الأول للكاتب عبدالنور مزين بعد إصداره المجموعة القصصية “قبلة اللوست” سنة 2010 عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر بالرباط وكذلك ديوان “وصايا البحر” الصادر سنة 2013 عن منشورات سليكي أخوين بطنجة، سواء عبر التواصل من خلال حلقات الأدباء والمبدعين المختلفة أو عبر التعليقات عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وكتب الكاتب والصحفي بجريدة المنعطف المغربية أسامة الصغير تعليقا جريئا على جدار الكاتب الروائي عبدالنور مزين جاء فيه:
“رواية (رسائل زمن العاصفة) فتح جديد في السرد المغربي، نص قوي في المبنى الفني، إذ فيه العديد من الحيل والاساليب البنائية، السردية الباذخة والذكية، على مستوى الحمولة وصناعة الخطاب الروائي، بهاء قليل النظير في التجارب الروائية المغربية، على مستوى الرؤية والخلفيات الكامنة ووراء المبنى والمعنى، هي رؤية تتجاوز بكثير تصفيات الحساب والاستعراض الإيديولوجي والاسترزاق على القضايا والشعارات الكبرى.
هي رواية استطاع مؤلفها الخروج من نفسه، من ذاته وهو ما لا يستطيعه أي روائي، هو نص سيكون له شأن وحضور لا محالة، لأن العمق الابداعي والاصالة لا ينتفيان مهما كان الجو العام غائما، ويؤكد عبدالنور مزين، تلك الملاحظة التي تكاد تصير قاعدة (ابدع ما كتب في الادب، كتبه اصحاب توجهات وتكوينات علمية).
كما يثبت مزين أن من يملأون ساحة الابداع المغربي ضجيجا ليس هم الأبدع. هناك دائما فلتات وعبدالنور مزين فلتة جميلة وشاهقة. ستكون في الموضوع عودة مفصلة. هنيئا للرواية المغربية بالروائي عبد النور مزين”.