العدد 13 لسلسلة دليل “البيّاع”: البيع والسياحة 2.0
كتب: يوسف السمار*
يتخبط اغلب بيّاعي قطاع السياحة المستدامة أو التضامنية في المغرب من التأقلم مع المستقبل، خصوصا مع الغموض في تحديد إستراتيجية اقتصادية مستقبلية واضحة للوجهات ، تجعل كل المتدخلين واعين بالإجراءات الواجب اتخاذها من اجل تحقيق الأهداف المركزة أساسا للرفع من المستوى المعيشي للفرد ، الذي نلاحظه يتزايد في دول أخرى ، وتركز هذه المدن على القطاع السياحة كمستقبل اقتصادي واعد نظرا لعدة عوامل.
في ظل هذا المناخ ،عرفت الصناعة السياحية تغيرا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة ،خصوصا مع التطور التكنولوجي الذي عرفته الإنسانية و الذي جعل العالم قرية صغيرة مترابطة فيما بينها من خلال الشبكة العنكبوتية التي تنقل المعلومات في لحظة .
التطور التكنولوجي و ارتفاع الدخل الفردي جعل الصناعة السياحية تأخذ استراتيجيات جديدة في استقطاب العملاء نظرا للمتغيرات التي ظهرت في ظل هذه التحولات ، كالطلب المطرد للسفر خصوصا الفردي و كثرة الأسفار في السنة للشخص، نظرا للقرب بين الدول ، كذلك التنافس الذي أصبح بين الدول ،إن لم نقل بين المجالات و المدن ، في تزايد، لذلك أعدت مخططات التسويق المجالي و تحسين التسويق الرقمي، فسح المجال للاشتغال على عروض مفصلة على مقاس العملاء حسب الفئات المستهدفة و ذلك في إطار مخطط السياحة 2.0 ،التي توضح الوجهة عبر الانترنيت ،خصوصا الوجهات ذات البنية التحتية الضعيفة و المتوسطة .
السياحة 2.0 هي تطور مواقع السفر على الانترنيت مع الويب 2.0 ،الجيل الثاني من خدمات الانترنيت و المجتمعات التي تشجع على المشاركة و التعاون بين المستخدمين ، و حيث النتائج تعتمد بشكل كبير على الإدارة الجيدة للمعلومات المتاحة و أمور أخرى .
فالسائح الحالي يبحث عن شيء مميز من اجل تجارب جديدة مختلفة، و المشاركة في التعلم و زيادة الدراية و المعرفة المحلية، من اجل ذلك طبق البيّاعون ،إستراتيجية السياحة 2.0 التي تعتمد على التواصل مع السياح المرتقبين من خلال الأدوات و البرامج التكنولوجية المصممة لإشباع رغباتهم خصوصا إذا كان الظاهر من معلومات الإشهار و الترويج يساوي الواقع الحقيقي للمكان .
فعلى بيّاع المجال السياحي الاهتمام بالمعلومات التي تنتج له تواصل مباشر مع العملاء و الأخذ بعين الاعتبار المحيط العام لعملية بيع الخدمات السياحية بحيث تجعلها سهلة و ملموسة لتصل إلى العملاء بطريقة جذابة و مغرية .
ترتبط عملية البيع بعدة أمور منها داخلية و خارجية فالداخلية هي الثمن، التجديد، تصميم العرض، و إذا كان أمكن التخصص…الخ، أما الأمور الخارجية فترتبط بمواعيد الحجز والخدمات المرافقة للسفر..الخ.
لقد تغيرت سلوكات السياح بصفة كبيرة عما كان عليه من قبل، حيث كان السائح يشتري العرض السياحي المتكامل من تذكرة طيران إلى النقل و التغذية و المبيت إضافة إلى الدليل السياحي ، و مازال هذا النوع ، فسائح اليوم يعرف أكثر عن طريق نتائج البحث عن المعلومات في الانترنيت ، المواقع الاجتماعية و خرائط كوكل ، مواقع البحث عن فنادق و مطاعم ،و يخطط في بيته قبل الإقلاع، و لا يبقى له إلا عيش التجربة على ارض الواقع و المقارنة مع تجارب أخرى قبلية .
أدوات و برامج السياحة2.0 تتيح للبيّاع التواصل مع العميل مباشرة ، مما يحتم أن تكون الرسالة منفتحة ، تفاعلية و مرتبطة ، وفي حالة نجاح وصول الرسالة جيدا للعملاء فستتحول إلى صوت يدافع عن المشروع في المواقع الاجتماعية و يسانده من اجل استقطاب عملاء محتملين .
إستراتيجية السياحة 2.0 لديها تأثير كبير في عملية اتخاذ القرار بالنسبة للعملاء و حتى الشركات، الفائز هو البيّاع الذي يحدد، يخطط و يطور للاحتفاظ و لزيادة عملاءه عبر الجودة في خدماته .
هناك بعض المشاريع التي لا تغطيها شبكة ويفي كاملة و يجب على السائح الذهاب لنقطة معينة من اجل الدخول إلى الشبكة العنكبوتية ، إذن ما زال الطريق طويلا لنستوعب و نفعل هذه الإستراتيجية مع العلم أن هناك من انتهى من تطبيقها و بدا يشتغل على تطبيق إستراتيجية السياحة 3.0 التي تركز على التواجد في الهواتف النقالة عبر تطبيقات المواقع السياحية .
*يوسف السمار
للتواصل : https://www.facebook.com/semmaryoussef
-ماجستير في التسويق،التسيير التجاري ،الإعلان، التواصل، ،التجارة الالكترونية
– ماجستير في الكمياء- فزياء- NANOTECHNOLOGIE
– مدرب تنمية بشرية -المركز الهولندي للتنمية البشرية-
– ماستر برمجة لغوية عصبية -البورد الأمريكي- NLP-