العين الحمراء: طلبتنا ونادي المواطنة

العين الحمراء: طلبتنا ونادي المواطنة

كتب: يوسف بلحسن

المعطيات والإحصائيات الوطنية و الدولية تعطي للتعليم ببلادنا مراتب متدنية بالمقارنة حتى مع دول أقل تقدما منا، الوضع بشكل أو بآخر يجعلنا نحس بدونية وبسخط عارم، والغريب أننا عن سبق اصرار وترصد نحاول في كل مرة أن نلحق هذه الهزيمة بالحكومة (سواء الحالية منها أو السابقة) مع العلم أن الجميع يعرف أن فشل سياسة التعليم في بلادنا يعود لسلسة قرارات فوقية خاطئة استمرت لعقود تفرض على وزراء التعليم دون أن تكون لنا الجرأة ولا المسؤولية لننتقد المسؤول الأول عنها-هذا موضوع آخر- ما يهمنا اليوم هو الوجه الآخر للتعليم ببلادنا أو لنقل الوجه الجميل لطلبتنا وطالباتنا،

مدينة مرتيل الجامعية تسمح لنا بمعاينة ذاك الوجه الاخر وتلك الصورة المغايرة للنمطية التي تقول أن الأمور سيئة بشكل خطير وأن مستقبل بلادنا مرهون لتعليم لا يمكن أن ينتج إلا الفشل، هذه الأحكام الجاهزة والمثبطة للأسف تجد صدى لها وتأثير سلبي على نخبنا ومجتمعنا إلا أن الواقع لحسن الحظ “يصدمنا” ايجابيا ويجعلنا نعانق أمل الغد بوجه مشرق لدى هذه الفئة من رجالات ونساء الغد.

شخصيا عرفت العديد من الطلبة الذين يتابعون دراساتهم بمختلف المؤسسات التعليمية بالمدينة وأشرفت على تدريب بعضهم في مجال الاعلام الرياضي بالخصوص كما شاركت طالبات اخريات في انشطة جمعوية ومؤخرا وأثناء رحلة لجمعية أمل التي تهتم بالأطفال المتخلى عنهم تعرفت على الطالبة السعدية .ج. المفروض أنها تتابع دراساتها العليا في شعبة مرتبطة بالمعلوميات لكن اكتشفت انها وبمعية زملاء طلبة آخرين يشرفون على نادي اسموه “المواطنة” يهتم بكل ما جمعوي وعبره يحاولون أن يمزجوا بين مسؤولياتهم الدراسية الشاقة من جهة والعمل التطوعي من جهة أخري ،روح النشاط والحيوية التي يملكونها تدفعهم لتوسيع مجالات اعمالهم الجمعوية لتشمل الخيري والتعاوني والتثقيفي ونهاية الاسبوع اكتشفت بأنهم فتحوا لقاء اخر لتكوين تطوعي ومفتوح أمام الجميع في مجال الاخراج الفني التصويري،باختصار هؤلاء يشكلون النموذج الراقي لطلبتنا تلك العينة التي ورغم كل المثبطات تحاول أن تتخطى الواقع لترسم معالم غد أفضل.

المعركة الحالية التي تدور حول برنامج ” مسار”والتي يستغلها البعض لشحن تلاميذ المؤسسات التعليمة الصغرى في معركة لا يعرفون كنهها، تعيدنا مرة اخرى لمعضلة التعليم بوطننا. وللأسف تؤكد لنا أن الذين يخططون للمستقبل لم تتوضح لهم الرؤيا بعد ، ولا يزالون عاجزين عن توضيح برامجهم ولكن الذي يعطينا أملا افضل في الغد هي تلك العينة من الطلبة والطالبات الذين يكسرون الاحباطات بمبادرات تستحق كل التنويه مثل هذه لنادي المواطنة بالمدرسة العليا بمرتيل..

مشاركة المقالة على :
اترك تعليقاً