العين الحمراء لن نسمح بطمر وادي مرتيل

 

 

العين الحمراء

لن نسمح بطمر وادي مرتيل

كتب: يوسف بلحسن

أولا: حالة من الإحباط أصابت ساكنة مرتيل بعد التدشينات الملكية الأخيرة..يبدو أن الذين قدموا مشاريع لجلالة الملك لم يضعوا في الحسبان مرتيل بشكل مباشر ولذلك جاءت المشاريع على أهميتها خارج نطاق مرتيل نفسها.(بالداخلة والناضور وغيرها..)وهكذا لم تحظ مرتيل بشيء يذكر من شاكلة ما حظيت به جارتها المضيق مثلا: مسبح ،قاعة مغطاة ، ملعب معشوشب، مارينا وميناءين ترفيهي وتجاري و….(ولا حاجة للمقارنة بطنجة العظمى أو تطوان الصغرى) وأكيد أن ما سطرناه سابقا من أن هناك مسؤولين يحملون ضغينة لمرتيل وساكنتها،يتأكد يوما بعد يوم، وما يحز في النفس هو الصمت الرهيب للمنتخبين بالمدينة وللسياسيين لأنهم لو كانوا حقا يدافعون على مرتيل ، لأوقفوا “البيضة في الطاس” ولصرخوا بالعويل في وجه الذين يرسمون مشاريع الوطن ويخططون لها مطالبين بحقنا من التنمية كجيراننا.

وهنا مربط الفرس وهي النقطة الثانية:التدشينات الملكية الهامة التي حظيت بها تطوان شملت في ديباجتها ” سهل مرتيل” وبدأ الحديث(الحلم) لإعادة إحياء وادي مرتيل ومينائه النهري التاريخي ولكن ،ويا للأسف، مصادر كثيرة بدأت تتحدث عن وادي آخر، بقدرة قادر أصبح اسمه وادي مرتيل كذلك وهم يقصدون به الوادي الثاني او ballenera وطبعا لا علاقة لمجرى مائي فتح في بداية الستينات بوادي مرتيل التاريخي والحقيقي.

الوادي الذي يقول بخصوصه الأستاذ عثمان الصردو في آخر مؤلف تاريخي له،إنه مهد الحضارة المغربية كلها وعبره مرت كل الحضارات من عصور ما قبل التاريخ ومرورا بالامازيغ بالفنينقين والرومان والوندال والفراعنة والفيكينغ والأندلسيون ومنه انطلقت معارك الجهاد البحري ضد المستعمر الاسباني والبرتغالي وعلى ضفافه بنى الملوك العلويون برجا جهاديا لا يزال قائما إلى اليوم ومن مينائه كانت تتجه البعثات إلى الديار المقدسة والى مختلف دول العالم، وفي المرحلة الاستعمارية الاسبانية-يعني مند عقود قليلة فقط-كان الميناء معلمة تجارية كبرى وبصناعات متعددة ومختلفة من بينها الحيتان الضخمة..هذا البعد وهذه القيمة التاريخية لدولتنا كلها تعرضت بعد الاستقلال –ويا للأسف-إلى تدمير وتخريب فقطعت صلته بالبحر ودمر ميناؤه النهري(تقول مراجع تاريخية موجودة انه في ق 17 كان أكبر ميناء تجاري في المغرب كله)

وفي فترة وجيزة وبرضا السلطات والمنتخبين انتشر البناء العشوائي فوق ضفافه لتظهر أكبر فضيحة في البناء العشوائي ببلدنا :حي الديزة حيث المواطنين بالآلاف يعيشون في بنايات لا تتوفر فيها شروط السلامة ومحاطة بالأزبال ومياه الوادي الحار…

وهنا النقطة الثالثة: “حي الديزة” هو ثمرة الفساد السياسي والاقتصادي ببلادنا وهو تراكم فضائح المنتخبين والسلط حتى اليوم: من بنى حي الديزة؟ ، من وقع على الرخص ؟، من سكت على العشوائية وطمر الوادي؟ وأهم شيء( وحتى لا يعتقد الذين يرسمون مستقبل بلدنا طبق مصالحهم أن الشعب غافل..،) من سيستفيد من مشروع ما يسمى بسهل مرتيل في جزئه المتعلق بالوادي الثاني؟(وليس وادي مرتيل الحقيقي): يعني من يملك هكتارات كثيرة من الأراضي هناك ستصبح مناطق مهيكلة ومحاطة بمشاريع ترفع قيمتها في سوق البورصة ويمر عبرها كورنيش بحري يطمر الوادي التاريخي؟؟؟ -الله وحده يعلم كيف حصلوا عليها وحفظوها ؟؟؟؟-وكيف يقبل المنتخبون بمرتيل بالواقع ؟ببساطة: افتحوا الملفات يا سادة… افتحوا الملفات لتتعرى الحقائق وليعرف الناس كيف تتم صناعة الكذب إعلاميا؟

الرأي العام غير راض عما يجري والناس تقول لو تجرؤوا وطمروا وداينا بالإسفلت والاسمنت فسننقره بأظافرنا حتى نعيد فتح المجرى النهري ،حيث أصله وفصله، نحو البحر أو تنهش لحوم أصابعنا بالحفر ولكننا في جميع الحالات.

لن نسمح بطمر وادي مرتيل

مشاركة المقالة على :
اترك تعليقاً