العين الحمراء
مسلم: RAPERO رائع
كتب: يوسف بلحسن
علاقتي بموسيقى الراب غريبة ، بدأت بوازع أبوي قوامه الحفاظ على ذوق ابنائي الصغار وانتهت بولع جعلني اتتبع مسيرة هذا النوع الغنائي “الشاذّ والإعجاب به ثم المشاركة في الدعاية له.
لا اعرف بالضبط كيف هي اذواق جيلي الاربعيني ولكني متأكد أننا قلة، أولئك الذين يحفظون تقريبا كل اغاني الطنجاوي “”مسلم” ويتطلعون بين الفينة والأخرى لانجازات “رابيروس” اخرين مثل البيغ وسيف الحق وديز دروس وحتى الجزائري الرائع LOTFI 2 K وبعض الاجانب…ترى ما الذي استهوانا لتتبع موسيقى كلها صخب وكلمات غير مفهومة وحركات يدوية إلتوائية لا تمت بصلة لأي نوع تراثي لبلدنا؟ وقد تستغربون عندما تكتشفون أن عددا محترما من النخبة : أساتذة وفنانين وأطر تتبع كذلك هذا النوع الموسيقي وان كانت الأغلبية تحاول أن تستر على ذلك وكأن الامر تهمة.
علاقتي بالراب ابتدأت مند سنين عندما سمعت سارتي الصغيرة تردد كلمات “قاسحة” في حق المخزن على شكل اوزان موسيقية، وبعد تحري بسيط تبين لي أنها تردد أغنية لمغني راب اسمه rofix الأغنية وباختصار وعلى نمط أكثرية مغني هذا النوع تستعمل كلمات سوقية ومفردات بديئة أو كما يسميها الشباب: كتخسر الهضرة”..وطبعا المنع لا ينفع مع الصغار بل التربية والاستماع الى ارائهم… فكان لزاما علي ان اتبين الامر وكم كانت دهشتي كبيرة عندما وجدت أن النجم الاول لهذا النوع الموسيقي يسير ضد تيار rap ويرفض استعمال الكلمات السوقية والمفردات اللاخلاقية.. بل اغانيه كله دروس وعبر- ليست على الطريقة التقليدية لفقهائنا والتي لا يفهمها صغارنا- ولكن عبر أسلوب موسيقي يصل بسرعة الى قلب الصغار والصغيرات ويمرر خطبا في الاخلاق والدين بشكل غريب… من مثل ما يقوله مسلم في اغنيته الرائعة: “لو كنت انا الرسام” يقول في مقطع:.. نرسم كورنيش طويل بلا كازينو ولا بار ، (–يقصد كورنيش طنجة وكازينو موفينبيك )نرسم شحال من جامع مفتوح ليل ونهار //نرسم بنت بلادي ساترة رأسها بالحجاب،//نرسم شاب نوي الخير قاصد الباب….ولكي يرتبط بواقع الشباب والمخدرات اصدر مسلم سلسلة اغاني جميلة وحساسة ذات كلمات رائعة مثل اغنية ّكتجبيها” او اغنية الهيروين صارخا بأعلى صوته ان هذه المصيبة دخلت بلادنا لان أناس كبار في الدولة يريدون ذلك …وغنى مسلم عن الام في رائعة “دموع الويل” وغيرها…وكمبدع هو، اخرج مسلم اغنية إسمها فمي” عبارة عن حوار ثنائي بينه وبين فمه الذي لا يسكت ويسبب له المشاكل مع المخزن. وغنى مسلم للصداقة في ” الوداع اصاحبي” وغنى على التمرد وعن امور كثيرة…
وعلى نفس المنوال ،أمتعنا وأبكى الكثيرين منا -هذا الطنجاوي- بأغنيته الأخيرة الرائعة ّالمرحوم” ولم يكن غريبا أن تستأسد هذه الأغنية على عرش الموسيقى المغربية في القنوات الإذاعية وان تصبح number one .
قد نختلف في الاذواق ولكن ما الذي يمنعنا من الاستماع لمسلم” ولغيره،من جيل الشباب ، فقط خصصوا بعض وقتكم للأمر وسترون كم هو جميل ابداع شباب وطني……… برافو مسلم.