المنديل المخطط.. صنعة أندلسية تكرس الهوية الجبلية وتخلق أشكالا إبداعية

المنديل المخطط.. صنعة أندلسية تكرس الهوية الجبلية وتخلق أشكالا إبداعية

 

 

 

لا يمكن للمرء أن يفكر بكل من مدينة طنجة ومنطقة الشمال، دون أن تتجلى في مخيلته بطريقة لا إرادية صورة “المنديل والشاشية”، فهما يعتبران من الرموز المميزة للمنطقة، وقطعا من اللباس التقليدي للنساء الذي يزين به خصرهن ويحمين به رؤوسهن من شمس النهار الحارقة.

 

وتقوم النساء في منطقة جبالة بوضع ثوب مخطط بالأبيض والأحمر أو لأسود يسمى “المنديل”، على الجزء السفلي من أجسادهن (أي من الوسط حتى القدم)،  حيث كان هذا الأخير من أزياء المعروفة بالأندلس، والذي قامت النسوة بحمل أمتعتهن فيه خلال عمليات الطرد والترحيل، وبقي لحد اليوم ثوبا تتزين به نساء مناطق الشمال المغربي.

 

وتعتبر صناعة المناديل ومنتوجات الصوفية، من بين أهم الحرف والصنع التقليدية التي تشتهر بها المنطقة، حيث يسميها البعض بالنسيج التقليدي ويطلق عليها الأخرون “الدرازة” نسبة للألة المستخدمة في هذه العملية والتي تسمى “مرمة الدراز” حسب لهجة أهل المنطقة.

 

وتقول حفيظة التيجاني، رئيسة تعاونية الأمانة للدرازة بمنطقة خميس أنجرة، أن هذه الحرفة التي يتقنها أهل الشمال بطريقة كبيرة، تحتاج إلى مهارات خاصة سواء في التعامل مع ألة “المرمة” اليدوية أو من حيث اختيار الألوان وإبداع الأشكال الجديدة، التي تساهم في  جذب الزبناء وتشجعهم على إقتناء هذه المنتوجات المحلية الصنع.

 

وأضافت المتحدثة، أن “الدرازة” تختلف من منتوج إلى أخر، فالمناديل التقليدية تصنع من الصوف الخفيف، فيما يخصص الصوف السميك للأغطية والأفرشة، أما أغطية الرأس والأوشحة فتصنع من ثوب الحرير.

 

وبخصوص أفاق حرفة “الدرازة”، أكدت حفيظة أنها تسعى لتجديد هذه المهنة، عبر خلق أشكال وتصميمات جديدة، حيث قامت بتغيير الألوان المشهورة للمنديل وتعويضها بالأزرق والأبيض مع وضع شعار فريق إتحاد طنجة، من أجل تشجيع فئة الشباب على إقتناء مثل هذه المنتوجات.

 

ولاقت هذه الخطوة استحسانا كبيرا في صفوف المهتمين بالمجال، حسب ما أكدته حفيظة، حيث أثنى غالبيتهم على هذه المبادرة الغير مسبوقة في دمج هذا الزي التقليدي ببعض الأشياء التي تدخل في نطاق إهتمامات الأشخاص العصريين.

 

وفي ظل التهميش الذي يعاني منه ممتهنو هذه الحرفة، قرر كل من حفيظة وزملاؤها الانفتاح على مجموعة من المعارض الدولية والوطنية وكذا المحلية، وذلك من أجل إبراز قدرتهم على تطويع الثوب وخلق أشكال إبداعية تساهم في إعادة إحياء هذه المهنة، وهو الأمر الذي مكنهم من إيصال المنديل الشمالي إلى كل من هولندا وإسبانيا، عبر معرضي أمستردام وملقا، بالإضافة إلى البرتغال من خلال معرض لشبونة.

 

الشاون بريس/المصدر

مشاركة المقالة على :
اترك تعليقاً