الهجرة القروية تتزايد بإقليم شفشاون.. الجفاف و”الكيف” في قفص الاتهام

 الهجرة القروية تتزايد بإقليم شفشاون.. الجفاف و”الكيف” في قفص الاتهام


غير آبهة ببيوتها واستغلالياتها التي تعرضت للضياع بسبب توالي سنوات الجفاف، تصر عدد من الأسر المغربية في شمال المملكة على مغادرة مداشرها؛ إذ سجل في الآونة الأخيرة ارتفاع ملحوظ في الهجرة القروية نحو المدن الكبرى على الخصوص.

 

وتشمل هذه الهجرة غير المسبوقة، التي تتزامن مع موجة جفاف حادة لم تشهدها البلاد منذ أكثر من عشرين سنة، على نحو خاص، أرياف وقرى إقليمي وزان وشفشاون.

 

وتساهم العزلة التي تعيشها هذه الأرياف بسبب ضعف أو انعدام شبكة الطرق والمسالك وضعف الخدمات الصحية وغياب مؤسسات جامعية بإقليمي وزان وشفشاون، في تكريس هذه الظاهرة.

 

وبتزايد تأثير الجفاف على المناطق الجبلية بالنظر إلى اعتماد هذه الأخيرة على الفلاحة المعيشية وزارعة القنب الهندي، مع استنزاف عدد من الفرشات المائية وصعوبة استفادة بعض المناطق من مياه السدود، تتضخم أكثر دائرة الخطر.

 

وتشهد مدينة طنجة نزوح عدد من الأسر المغربية إليها في الآونة الأخيرة، لمعاناتها من موسم فلاحي صعب بسبب “شح” السماء وضعف المحصول الزراعي.

 

ولخص الحقوقي نور الدين عثمان أسباب هذه الهجرات المتتالية في “الإقصاء والتهميش والفقر الذي ينخر هذه المناطق الجبلية نتيجة فشل السياسات العمومية منذ فجر الاستقلال”.

 

وأبرز رئيس المكتب المحلي للعصبة المغربية لحقوق الإنسان في وزان أن “تراجع عائدات القنب الهندي (الكيف) في العشرية الأخيرة، أدى إلى انخفاض كبير في مستوى معيشة السكان، مما زاد من حدة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية بمناطق الشمال”.

 

كما وقف عند “توالي سنوات الجفاف وما ترتب عن ذلك من شح كبير في المياه الصالحة للشرب، كما أن فشل مشروع تزويد ساكنة إقليمي وزان وشفشاون بالماء الصالح للشرب، الذي أعطى انطلاقته ملك البلاد سنة 2006، أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية بشكل كبير، ومعه وجدت الساكنة صعوبات جمة في توفير أبسط ضروريات الحياة”.

 

وتابع الحقوقي نفسه قائلا: “نحن أمام عوامل متعددة أدت في النهاية إلى نزوح شبه جماعي من هذه الأرياف باتجاه المدن، خصوصا الكبرى منها، بحثا عن ظروف أفضل للعيش، لكن هذه الهجرة أو النزيف ستكون له انعكاسات خطيرة ومشاكل كبيرة على مدن الاستقبال”.

 

الشاون بريس/المصدر

مشاركة المقالة على :
اترك تعليقاً