اليوم العالمي للشعر بشفشاون: واحدة بعد أخرى تتفتح أزهار اللوز بالهوامش
الاحتفاء باليوم العالمي للشعر فعل بيداغوجي سامي، يتوخى دفع المتعلم إلى صقل قدراته ومهاراته، وتحسيسه بأهمية الشعر في تكوين ذائقة الإنسان
واحدة بعد أخرى تتفتح أزهار اللوز بالهوامش، وبهذا العنوان الذي يأتي مرادفا لموسم الربيع تم الاحتفاء باليوم العالمي للشعر، الذي نظمته جمعية أصدقاء المعتمد والمندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة بشفشاون، وبشراكة مع الثانوية التأهيلية الوحدة الإفريقية ، والثانوية الاعدادية يوسف بن تاشفين بباب تازة، لقاء شعريا، شارك فيه ثلة من الشعراء المغاربة، الذين يمثلون الحساسية الشعرية الجديدة، هؤلاء الشعراء الذين يراهنون على الهوامش باعتبارها فضاء شاسعا تولد فيه الأحلام وتكبر، والقصيدة هي حلم مسافر نحو أقاصي المجهول،وذلك في جلستين شعريتين.
وبالنسبة للصبيحة الشعرية التي احتضنتها الثانوية الاعدادية يوسف بن تاشفين، تضمنت فقراتها كلمة للسيدة أمينة الهواري، مديرة المؤسسة التي أبرزت أهمية الاحتفال باليوم العالمي، وأهمية اكتشاف مواهب جديدة، في الكتابة الإبداعية، كما دعت إلى ضرورة تفعيل المؤسسة بأنشطة ثقافية تستضيف إليها كتاب ومبدعين، من أجل الرقي وتوسيع مدارك التلاميذ والتلميذات، كي تزرع فيهم القيم النبيلة وبعد ذلك تناول الكلمة الكاتب العام لجمعية أصدقاء المعتمد عبدالحق بن رحمون، الذي أكد في مستهل كلمته على أهمية شراكة جمعية أصدقاء المعتمد مع الثانوية الاعدادية يوسف بن تاشفين التي تدخل عامها الثاني، هذه الشراكة التي تهدف إلى التعريف بالمنجز الشعري المغربي، وأيضا لتصبح الشراكة فعل أساسي للتنشيط الثقافي من أجل التربية وتحبيب القراءة لدى ناشئتنا من الأجيال الصاعدة، الذين هم المستقبل في هذه البلاد. وبعد ذلك تناوب على المنصة عدد من الشعراء المشاركين في هذه التظاهرة الشعرية، وأعقبها قراءات شعرية لبعض التلاميذ لتختتم بموشحات أداها تلميذات المؤسسة، وهي تتغنى بحب الأم، حيث صادف اليوم العالمي للشعر الاحتفال كذلك باليوم العالمي للأم، هذا يذكر أن تليت خلال هذا اللقاء كلمة من طرف الأستاذ عبداللطيف الجوهري، عضو المكتب الاداري لجمعية أصدقاء المعتمد، هذه الكلمة هي رسالة السيدة إيرينا بوكافا المديرة العامة لليونسكو بمناسبة اليوم العالمي للشعر.
من جهة أخرى، وبعد الثالثة بعد الزوال واصل المنظمون الاحتفاء باليوم العالمي للشعر، وذلك في لقاء شعري، احتضنته الثانوية التأهيلية الوحدة الإفريقية، الذي افتتحه القاص والباحث عماد الورداني، وأكد في مستهل كلمته بأهمية الاحتفاء باليوم العالمي للشعر في بعده الرمزي، معتبرا أن القصيدة تدعونا للسمو والاحتفاء بالجمال، كما تدعونا للسلام والمحبة، كما بين أن القصيدة المغربية تحتاج إلى أفق يانع هو أفق المدرسة لتكبر وتتطور. أما في كلمة رئيس جمعية أصدقاء المعتمد التي ألقاها الشاعر عبد الحق بن رحمون، فقد ربط الشعر بالحياة، والاحتفاء بالشعر هو احتفاء بالإنسان في تجلياته المختلفة، وعبر بوابة الحلم يمكن أن نحلم بعالم مغاير ومختلف، كما أشار إلى الرهان الأساس الذي انخرطت فيه الجمعية، والمتمثل في الاهتمام بالأصوات الشعرية التلاميذية، باعتبارها رافدا مهما يمكنه أن يغدي القصيدة المغربية، كما أشار المتدخل إلى عزم الجمعية تنظيم مهرجانها الوطني للشعر المغربي الحديث احتفاء بمرور نصف قرن على تأسيس هذا التقليد.
أما كلمة المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة بشفشاون فقد ثمنت المبادرة، وأكدت على أهميتها خصوصا أنها تستهدف الناشئة بهدف بث القيم النبيلة والاحتفاء بالجمال، وفي كلمة السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بشفشاون التي ألقاها بالنيابة الأستاذ عبد اللطيف الجوهري، حيث ركزت على ضرورة الاحتفاء باليوم العالمي للشعر بوصفه فعلا بيداغوجيا ساميا يتوخى دفع المتعلم إلى صقل قدراته ومهاراته، وتحسيسه بأهمية الشعر في تكوين ذائقة الإنسان، كما ثمن مبادرة الثانوية في عقدها لشراكات نوعية مع جمعيات المجتمع المدني، وانفتاحها على المحيط. أما كلمة السيد مدير ثانوية الوحدة الإفريقية الأستاذ عبد العزيز الحضري، الذي شكر الشعراء على حضورهم المشرق، مؤكدا على ضرورة ترسيخ فعل ثقافي هادف وجاد، يسعى إلى ترسيخ قيم السلام والتسامح والمساواة، مبرزا أهمية انخراط المتعلم في الفعل الثقافي باعتباره مكونا جوهريا في تنمية شخصيته، معبرا عن استعداد المؤسسة لاحتضان ودعم جميع الأنشطة الثقافية الجادة دعما ماديا ومعنويا. بعد إلقاء الكلمات التي أجمعت على أهمية الاحتفاء باليوم العالمي للشعر، تناوب على المنصة شعراء مصابين بلوثة الشعر المزمنة، قرأت الشاعرة إيمان الخطابي نصوصا من ديوانها الجديد “حمالة الجسد”، ونصوصا من ديوانها الأول “البحر في بداية الجزر”، لتدهش الحضور باستعاراتها المسافرة التي تؤسس للسؤال. ثم قرأ الشاعر أسعد البازي نصوصا من ديوان “من يقبل خذ الفراغ” وهي نصوص جوانية خاطفة منفتحة على الواقع بتناقضاته. أما الشاعر محمد العناز، فقد قرأ نصوصا من ديوانه “جليد منتصف العمر” مشيدا بالعزلة، حيث حولها إلى نشيد شعري، يراقص رمال الصحراء، منتصرا للإنسان عبر بوابة فسيحة هي بوابة الأمل. أما الشاعر المعتمد الخراز، الشاعر المفتون بالماء والسفر والمكان، فقد حاور هذا الثالوث متوسدا استعاراته الطافحة بالحلم ، بينما الشاعر عبد الحق بن رحمون فقد تفاعل في نصوصه مع الهامش والعابر والمنفي والمؤجل، وفي نصوصه تقيم اللحظة الخاطفة المحرضة على البحث.
وبعد قراءات شعرية لهؤلاء الشعراء التي تفاعل معها الحضور المكثف، توالى على المنصة مجموعة من تلاميذ المؤسسة، الشعراء والشاعرات: رشيد السطي، آية الحساني، أشرف أصريح، أميمة العسري، بسمة السمين، فاطمة اللمطي، عبد النور العسري، ابتسام الجوشين، وفي ختام اللقاء تم توقيع ميثاق شراكة بين الثانوية التأهيلية الوحدة والإفريقية وجمعية أصدقاء المعتمد، هذا وقد أدار أطوار اللقاء القاص عماد الورداني.
الشاون بريس