انتحار بشفشاون كل أسبوع
بلغ عدد حالات الانتحار بإقليم شفشاون منذ حلول السنة الميلادية الجديدة 5 حالات، كانت آخرها تلك التي سجلت بدوار “عصفورات”، التابع لجماعة بني سلمان بالإقليم ذاته، بعدما تم العثور على جثة شاب في عقده الثالث معلقة بحبل بمنزل أسرته. ووضع قبل ذلك، في يناير الماضي، رجل متزوج، حدا لحياته شنقا بدوار “تفراوت” في ظروف غامضة.
وارتفعت حالات الانتحار بإقليم شفشاون في السنوات الخمس الأخيرة، حيث سجلت المصالح الأمنية على امتداد تراب الإقليم العديد من الحالات من مختلف الأعمار ومن الجنسين، ضمنها أطفال، قدرت بحالة واحدة كل أسبوع، في الوقت الذي قالت جمعيات محلية، إن عدد حالات الانتحار التي عرفها الإقليم في السنوات السبع الأخيرة، بلغت 240، في ظل غياب إحصائيات رسمية.
وأصبحت الظاهرة مقلقة، وتتسع رقعتها في المنطقة، ويتقبلها الجميع بصمت، دون أن يتم اتخاذ أي مبادرة من قبل السلطات أوالمسؤولين، للبحث عن أسبابها قصد معالجتها، أو اتخاذ تدابير أوإجراءات لوضع حد لها.
ويترك المنتحرون وراءهم أسرارا لا يعلمها أحد، غير أن نسبة من هذه الحالات مرتبطة بأمراض نفسية أو عقلية أو لظروف عائلية، وكذا بعض الضغوطات، والنقص الحاصل في الصحة النفسية بالمنطقة، وحالة الهشاشة التي تعرفها مجموعة من الجماعات بالإقليم ذاته، في الوقت الذي اعتبرت إحدى الجمعيات، تقنين القنب الهندي أحد العوامل المسؤولة عن هذا الارتفاع المهول في الظاهرة، ما جعل جمعيات مدنية وفاعلين جمعويين يطالبون في العديد من المناسبات بضرورة التدخل من خلال رصد الأشخاص الذين يعانون اضطرابات نفسية أو عصبية تستدعي العلاج، أو الذين يمرون بظروف أسرية قاسية، أو تعرضوا لأزمات اجتماعية أو غيرها، والاتصال بالمسؤولين من أجل التدخل الاستباقي.
كما دعا البعض الآخر المسؤولين عن القطاع الصحي بالإقليم إلى إعطاء الاهتمام للعلاج النفسي وتوفير الأدوية والقيام بحملات للعلاج تستهدف المرضى النفسيين والعصبيين، وما أكثرهم بالإقليم، وذلك على غرار الحملات الطبية الأخرى، وتوسيع العرض الصحي على المستوى النفسي، خاصة في ما يتعلق ببنيات الاستقبال، مطالبين بعض الأسر والعائلات بتتبع حالات أبنائهم الذين يعانون بسبب الاضطرابات النفسية ومراقبتهم والاهتمام بهم والعمل على إدماجهم في المجتمع.
وأشارت بعض المصادر بالمنطقة، إلى أن تقنين القنب الهندي، ومنع الأنشطة المرتبطة به، عمقا الأزمة الاقتصادية والنفسية لدى سكان المنطقة، بل ودفعا بالكثير منهم إلى الانتحار، مضيفة إلى أن ثمة أسبابا اجتماعية واقتصادية أخرى مرتبطة بتداعيات جائحة فيروس “كورونا” ساهمت في ظاهرة الانتحار كذلك.
وتؤكد بعض المصادر أن الإقليم، خاصة في جماعاته القروية، يفتقر لأنشطة تهدف إلى رصد ظاهرة الانتحار التي انتشرت في الإقليم بشكل لافت للانتباه، والتحسيس بعواملها والعمل للحد منها، الشيء الذي لا يدخل في صلب برامجه واهتمامات المسؤولين وبعض الجمعيات وكذا المجالس المنتخبة.
ووجهت إحدى الجمعيات نداء إلى المسؤولين إقليميا وجهويا ووطنيا، من أجل دعم كل المبادرات التي تستهدف محاربة هذه الظاهرة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال تسريع وتيرة إنجاز المشاريع التنموية، مؤكدة ضرورة تكاثف جهود المجتمع المدني، مع ضرورة الوعي بأن محاربة هذه الآفة أكبر من أن تقدر عليه جمعية وحيدة ومنعدمة الدعم.
الشاون بريس/الصباح