بيان صادر عن رئيس مجلس إقليم شفشاون حول الحراك المدني ضد اختلالات قطاع الصحة
يتابع رئيس مجلس إقليم شفشاون عن قرب و من كثب الحراك المدني الحضاري القائم ضد الاختلالات التي يشهدها قطاع الصحة بهذا الإقليم، و الذي توج يوم الاثنين 15 ماي 2017 بممارسة حق التظاهر السلمي أمام مستشفى محمد الخامس بمدينة شفشاون من خلال وقفة احتجاجية شاركت في إطارها فعاليات متعددة الانتماءات و التي رددت خلالها شعارات تطالب بمزيد من العناية و الاهتمام بالمرفق العمومي الصحي كما دعت إلى الارتقاء و تجويد الخدمات الطبية.
انخراط رئيس مجلس إقليم شفشاون في هذه الحركة الاحتجاجية هو نابع من قناعة شخصية وإرادة ذاتية بأهمية مسايرة الفاعل السياسي و المنتخب للأحداث المجتمعية الحاصلة بما يضمن تجسيد علاقات التواصل و الانفتاح بين الساكنة المحلية و ممثليها، و بما يؤسس لروابط الثقة البناءة بين الجانبين لأجرأة مطالب التنمية السوسيواقتصادية.
كما أن مشاركة رئيس هذه الجماعة الترابية في التظاهرة السلمية تندرج ضمن مبادرة فردية لتسجيل موقف و صرخة مواطن شفشاوني إزاء الاختلالات الكبرى التي تعرفها المنظومة الصحية والمتمثلة أساس في قلة الموارد البشرية و سوء توزيعها و تدبيرها و نقص التجهيزات و المعدات الطبية، الأمر الذي يجعل هذه المنظومة محدودة الأثر في تلبية الانتظارات و تحقيق الآمال المعقودة عليها.
- التزام رئيس مجلس اقليم شفشاون في مجال تحسين الخدمات الصحية للمواطن يحده نظام قانوني لا يخول للأقاليم شأن الجماعات اختصاصات ذاتية في مجال التأهيل الصحي، كما أن الاختصاصات المشتركة تظل مقترنة بمسطرة تعاقدية بين الدولة و المجالس المنتخبة تتطلب قدرات مالية وازنة.
و بالرغم من هذه الإكراهات التشريعية و المادية، فقد بادر إقليم شفشاون باعتباره جماعة ترابية مواطنة و متجاوبة مع نبض الشارع العام إلى المساهمة في مجموعة من التدابير الهادفة لتقريب الخدمات الصحية من الساكنة المحلية، و ذلك على مستوى:
- اقتناء جهاز السكانير لفائدة المستشفى الاقليمي محمد الخامس بقيمة مليون درهم؛
- شراء وحدة متنقلة لطب العيون بقيمة مليون درهم؛
- تأهيل و صيانة المستوصف الكائن بمركز باب برد بمبلغ 200 ألف درهم؛
- اقتناء العديد من سيارات الإسعاف؛
- تبني برنامج تنمية اقليم شفشاون (2016/2021) لمحور توسيع عرض الخدمات الصحية وتحسين جودتها من خلال إنجاز 15 مشروع، أهمها احداث مستشفى متعدد الاختصاصات بكل من مركز اسطيحة و مركز باب برد و بناء و تجهيز مستوصف قروي بمركز الزيتونة و تجهيز وتوسعة المركز الصحي لأمتار؛
- تخصيص دورة المجلس لشهر شتنبر 2016 و بحضور كل من المديرين الجهوي و الإقليمي لوزارة الصحة قصد التداول و دراسة موضوع تشخيص حاجيات الاقليم من البنية التحتية المتعلقة بالصحة النفسية و أثرها في الحد من حالات الانتحار؛
- دعم مختلف الطلبات المقدمة من المجتمع المدني و التي تهم تنظيم القوافل الطبية، بالإضافة إلى تخصيص اعتمادات هامة لمنح التسيير التي تخص الجمعيات العاملة في القطاع الصحي.
و تماشيا مع هذا التوجه المؤسساتي فإن مجلس إقليم شفشاون يظل وحدة لامركزية نشيطة ودينامية لخدمة القضايا العادلة و المشروعة للمواطنين، مستعدا لتبني سائر الاختيارات و التوجهات الساعية إلى تمتعهم بالحقوق الاجتماعية كما أقرها دستور فاتح يوليوز 2011 و في مقدمتها الحق في الصحة وفي التطبيب و العلاج.
و إذ ينوه رئيس المجلس الإقليمي لشفشاون بالمجهود الحيوي الذي أبان عنه ثلة من الشباب الغيور على الشأن المحلي و المدافع باستماتة عن المطالب الاجتماعية، فإنه يدعو مختلف الفرقاء المؤسساتيين و الفاعلين الترابيين إلى التعامل مع الملف الصحي بحكمة و تبصر عبر اعتماد مقاربة تشاركية و منفتحة، و يستنكر في هذا السياق من المواقف والسلوكيات التي أبانت عنها الأقلام المأجورة و التي تفرغ الحراك المدني من محتواه الحقيقي وتحرمه من تحقيق غاياته النبلى.
الشاون بريس