الشاون بريس
تستمر مآسي ختان الأطفال في المغرب في إثارة قلق الأسر، خاصة في الفئات الفقيرة التي تضطر للجوء إلى خيارات غير مكلفة قد تكون خطيرة. الحوادث المؤلمة، مثل ما وقع مؤخرًا لخمسة أطفال في مدينة شفشاون، حيث تعرضوا لتعفن حاد إثر ختان جماعي نظمته إحدى الجمعيات، تسلط الضوء على الأبعاد الصحية والاجتماعية لهذه الممارسة.
في هذا السياق، دعا الدكتور عبد الإله المدني، أخصائي أمراض الأطفال، إلى ضرورة تقنين عمليات الختان في البلاد، مشددًا على أهمية عدم إجراء عمليات جماعية. وأشار إلى أن مثل هذه الممارسات تُفضي إلى مآسي متكررة نتيجة للاختلالات الثقافية والبحث عن الخدمات المجانية.
وعبر المدني عن قلقه إزاء ما يحدث في عمليات الختان، موضحًا أن تجميع عدد من الأطفال في مناسبة واحدة يشبه عملية الذبح في المجازر، مما يثير مخاوف من تعرض الأطفال للإصابات أو التهابات ميكروبية. وأكد على أهمية أن تتم هذه العمليات تحت إشراف طبي متخصص، حيث إن الختان ليس إجراءً بسيطًا بل يتطلب فهمًا دقيقًا للتركيبة الجسدية والعمر المناسب لإجراء العملية.
كما أشار الدكتور إلى حالات تشوهات خلقية قد تؤثر على حياة الأطفال، مضيفًا أن الكثير من العائلات لا تدرك أن هذه المشكلات قد تظل كامنة حتى سن متقدمة. ولذلك، يجب على الأسر أن تقبل بأن الختان هو تدخل جراحي يستلزم اتباع إجراءات طبية صارمة.
في ختام حديثه، أكد المدني على ضرورة إجراء هذه العمليات في المستشفيات العامة أو الخاصة مع أطباء مختصين، لضمان سلامة الأطفال وتفادي أي مضاعفات صحية. فعملية الختان، إن تمت بشكل صحيح، يمكن أن تكون آمنة، ولكنها تتطلب مزيدًا من الوعي والتثقيف في المجتمع لضمان صحة وسلامة فلذات أكبادنا.