حجرة “لمسخوط” …امتحان عسير ، تسحق الولد “العاق” وتتوج “البار”

فرضت الفطرة البشرية منذ الأزل ، المعاملة الجيدة للوالدين باعتبارهما الحاضن الطبيعي ، لتتعزز هذه القيمة مع مجيء الديانات السماوية التي أضفت على البر بالوالدين والاحسان اليهما طابعا أكثر قداسة واحتراما وتعظيما ، كما بوأت الخلق مراتب ودرجات في الاحسان، وأنزلت العاص منهم أسفل المنازل.

 

 

وللاعتبارات السالفة الذكر ، نجد في مجتمعاتنا العربية على الخصوص ، نمطا أخذ منحى طبيعيا عن طريق ربط النجاحات بمسألة البر بالوالدين (مرضي الولدين ) والاخفاقات بالاساءة اليهما (مسخوط الولدين ) ، فكان بديهيا أن يتم البحث عن أساليب امتحان دنيوية قبل المحاسبة والعقاب في الآخرة ، وهو ماتجسد بابعاد تلامس في العمق ماتم ذكره ، حينما يقبل الكبار والصغار ذكورا منهم وإناثا على حجرة “المسخوط” التي تسحق الولد العاق وتتوج البار.

 


 

مع اقتراب موسم “مولاي عبد السلام بن مشيش” القطب الصوفي الشاذلي ، نواحي مدينة تطوان ، الذي يصادف منتصف شعبان المعروف بيوم “النسخة” يزداد إقبال زوار الضريح رغم وعورة المسالك والطريق ، ويتحول الى محج طيلة أيام الموسم قاصدين التجربة والتحدي لاثبات ماصدق به أو اثبات انكاره .

 

 


 

في قمة الجبل تقع “حجرة المسخوط ” التي امتزجت فيها الاسطورة بالحقيقة ، يتجمع الشبان والشابات محاولين تجاوز شقوق ضيقة بالحجرة المسخوطة ، كل وتقنيته لتفادي الالتصاق بالممر الضيق ، فاذا التصق بين الصخرتين فذاك علامة على أنه “عاق” للولدين ” مايستوجب تدخل والدته لترضى عنه ليتمكن من الخروج ، أو اللجوء الى حفظة القرآن الذين يقرأون السلكة على كل ملتصق “عاق” وفسح المجال له للخروج .


الشاون بريس/ هبة بريس
مشاركة المقالة على :
اترك تعليقاً