ذ.بشرى بنعبد الخالق : علاج السرطان يجب أن يكون شموليا، وهذه هي العلاجات الأخرى للسرطان
حاورتها: مريم كرودي
أكدت الدكتورة بشرى بنعبد الخالق وهي أخصائية في التغذية الدقيقة ورئيسة للجمعية المغربية للطب التكميلي والطب التجديدي على ضرورة الانتباه للتغذية العامة والدقيقة ومراعاة العامل النفسي أثناء اتخاذ علاجات السرطان سواء الكيمائي منها أو بالأشعة.
وقالت الدكتورة في حديثها عن العلاج التكميلي ” تتجلى هذه العلاجات في العامل النفسي والتغذية والتغذية الدقيقة، لأن المرافقة النفسية لمريض السرطان مهمة جدا خصوصا بعد تلقيه التشخيص، وبالتالي فإيلاء الأهمية لهذه العوامل من شأنها تثمين العلاج”
كما أوضحت أن القلق المزمن من أكبر المسببات لمرض السرطان ونصحت بممارسة الرياضة باعتبارها مضاد قوي له ” لذا فالاهتمام بالشق النفسي مهم خصوصا لدى الشباب الذين يتعرضون للقلق، ننصح بممارسة الرياضة بشكل مستمر لأنها تساعدنا على تغذية الجسم بالأكسيجين وترويض العضلات وافراز الأندورفينات وهي عبارة عن هرمونات البهجة والسرور، فالمشي في حد ذاته يعتبر مضادا للقلق.” تقول الدكتورة بنعبد الخالق.
وإليكم نص الحوار:
*ما هو السرطان؟
السرطان مرض يصيب الاشتغال اليومي لخلايا جسم الإنسان والأنسجة التي تكونها هذه الخلايا، بحيث يتم اختلال النظام والتكاثر العشوائي لعدة خلايا حسب العضو المصاب والنسيج.
وله تأثير كبير على حياة المصاب، لذا يجب التعرف على علاجات السرطان المعروفة والغير المعروفة سعيا لعلاج شمولي.
*العلاجات المتعارف عليها لمرض السرطان هي العلاج الكيمائي والعلاج بالأشعة، هل هناك علاجات أخرى؟
بعد تشخيص مرض السرطان، يتلقى المصاب العلاجات المتعارف عليها: كيمائي، بالأشعة أو مناعاتي (وهي أدوية ترفع من مناعة الإنسان)، لكن إلى جانب هذه الطرق العلاجية هنالك طرق بسيطة ومهمة يمكنها أن تساعد المصاب على تحمل مخلفات العلاجات الأخرى على سبيل المثال: تساقط الشعر، العياء الشديد، هبوط الكريات البيضاء التي تشكل جسما مهما من مناعة الإنسان الشيء الذي يسبب في الإرهاق.
وتتجلى هذه العلاجات في العامل النفسي والتغذية والتغذية الدقيقة. لأن المرافقة النفسية لمريض السرطان مهمة جدا خصوصا بعد تلقيه التشخيص، وبالتالي فإيلاء الأهمية لهذه العوامل من شأنها تثمين العلاج.
*تلعب التغذية دورا أساسيا في الوقاية من الأمراض وكذا العلاج، ماذا عن مريض السرطان؟ ما مدى أهمية التغذية بالنسبة له؟
للتغذية أهمية كبيرة جدا بالنسبة لمرض السرطان ولجميع الأمراض الأخرى، مع الأسف لا يتم الاهتمام بشكل كبير بهذا الشق في العلاج، فقط مصابي السرطان باتوا يبحثون مؤخرا عن التغذية السليمة وعن ما يجب تناوله بالموازاة مع العلاج لتفادي مضاعفات الكيمائي أو الأشعة وكذلك لمنع رجوع المرض للمرة الثانية.
وهنا يجب التفريق بين التغذية بمفهومها العام والتي تصنف الغذاء إلى بروتينات، دهنيات، سكريات وفيتامينات، وما بين التغذية الدقيقة التي تخاطب الاشتغال اليومي لتلك الخلايا. لأننا في مرض السرطان نتحدث عن نظام معيشي للخلايا المصابة يتعرض للاختلال، فهل تأخذ هذه الأخيرة ما يكفي من الأوكسجين، ومن التغذية الدقيقة مثل الفيتامين سي والسيلينيوم ومضادات الأكسدة وما يمنعها من التكاثر بوحشية والهجوم على الخلايا الأخرى؟
*هل هناك نظام غذائي معين على المريض اتباعه بالموازاة مع العلاج الذي يتخذه؟
بطبيعة الحال هناك أنظمة غذائية على كل من المريض والسليم الذي يود الوقاية، اتباعها.
وأساس هذه الأنظمة هو لا إفراط ولا تفريط، لا يستوجب على الشخص الاكثار من الشيء كما لا يجب عليه إنقاصه لدرجة تحول دون تلقي الجسم لغذاء متوازن. فكلمة “توازن” لها أهمية كبيرة جدا.
ونذكر على سبيل المثال:
- الليمون “الحامض”؛
- السيلينيوم وهي مادة توجد في ما يعرف ب “نخالة القمح” التي للأسف صرنا نرميها ونحتفظ بالدقيق الممتاز الذي يفتقد لقيمته الغذائية؛
- البواكر بجميع أنواعها؛
- عظام بعض الفواكه؛
- الاكثار من الخضر والفواكه خصوصا وإن لم تطهى جيدا، فالطهو يفسد أحيانا المادة ويفقدها قيمتها الغذائية؛
- مادة الكلوروفيل التي توجد مصنعة لكنها طبيعية (بيو) ؛
- مادة الفيتامين سي وهنا أتحدث عن جرعة كبيرة لتقوية المناعة.
*القلق المزمن يعرف بمرض العصر، كيف يمكن للعامل النفسي أن يؤدي إلى الإصابة بالسرطان؟ وكيف يمكن له أيضا أن يساهم في تكاثر المرض بالنسبة للمصاب؟
بطبيعة الحال القلق المزمن أصبح مرض العصر يعاني منه الشاب والكهل والطفل وكل الأعمار، له تجليات على اشتغال الأعضاء في الجسم من جملتها الغدد الكدرية التي توجد فوق الكلى التي لها دور كبير في افراز مادة الكورتيزون.
في الأساس هذا الاشتغال يقاوم القلق المزمن لكن حينما يدوم هذا القلق أو تستمر عوامله أو مسبباته يضر الجسم بدل مساعدته، الشيء الذي يسبب التهابات، غير أنه حاليا نتوفر على فحوصات تساعدنا على الكشف على التغذية الدقيقة وتعيير نسبة الأكسدة داخل الجسم وكذا الحموضة في الدم وفي الأنسجة.
كما يتجلى القلق على مستوى الجسم بأشياء هرمونية وبيولوجية والتي تساعد في انتشار وظهور المرض.
لذا فالاهتمام بالشق النفسي مهم خصوصا لدى الشباب الذين يتعرضون للقلق، ننصح بممارسة الرياضة بشكل مستمر لأنها تساعدنا على تغذية الجسم بالأكسيجين وترويض العضلات وافراز الأندورفينات وهي عبارة عن هرمونات البهجة والسرور، فالمشي في حد ذاته يعتبر مضادا للقلق.
*نصيحة أخيرة للوقاية
نصيحتي لمرضى السرطان وللشباب أيضا؛
- اعتماد التوازن في الأكل؛
- شرب الماء؛
- ممارسة الرياضة بشكل يومي، أو فقط المشي لمدة 30 إلى 45 دقيقة لمن لا يستطيع القيام بالرياضة؛
فتطبيق هذه النصائح الثلاث تقينا من مجموعة من الأمراض المزمنة التي لا تقل خطورة عن السرطان، بما فيها مرض السرطان.
ولله الحمد، مؤخرا عايشنا حالات استطاعت أن تأخذ علاجا شموليا يداوي العضو وما له علاقة أو تواصل به، يعني علاج نفسي، مرافقة بالتغذية واستشعار بأهمية التوازن في الحياة.
الشاون بريس