سيرة ومسيرة للغماري أشهر مسفر كتب في الشمال

سيرة ومسيرة للغماري أشهر مسفر كتب في الشمال


 

كانت ولادته سنة 1924 في بني زجل الغمارية، ونشأ في أجواء سياسية مضطربة بسبب والده الذي استشهد برصاص الاستعمار الاسباني في مسقط رأسه وكذا مشاركة والدته رفقة زوجها في الجهاد ضد الاحتلال الاسباني في حرب الريف حيث كانت تتكلف بتطبيب جرحى المجاهدين وتأمين المؤونة لهم.


هاجر “أحمد أشتيب” إلى مدينة تطوان لدراسة القرآن وعلوم الدين، وهو لا يتجاوز الحادية عشرة من عمره.

 

التحق بالمطبعة المهدية وتعلم فن الطباعة وألم بأسرارها وكان عمره أنذاك 16 سنة، دخل المطبعة كمتعلم يقوم بتفصيل الورق تحت إشراف الاسباني موراليس ولم يخرج منها إلا بعد إقفال أبوابها بصفة نهائية سنة 1974 وهو معلم تقني رفيع المستوى.


تعلم فن تسفير الكتب داحل المطبعة المهدية، وأتقن هذه الصناعة إلى حد أنه أصبح أشهر مسفر كتب في شمال المغرب.


كان يستقدم معه العديد من الكتب إلى بيت الأسرة في باب العقلة بغاية تسفيرها، وكانت زوجته تساعده في عملية التسفير، ثم بدأ أبناؤه يقومون بدور المساعد خلال عطل نهاية الأسبوع والعطلة الصيفية مقابل سنتيمات كان يعطيها لهم.


شهد بيته تسفير عدد لا يحصى من أمهات الكتب لفائدة المكتبة العامة والمحفوظات بتطوان، وهي المكتبة التي ظل يشتغل لصالحها زهاء 25 عاما، ومن بين الكتب التي تم تسفيرها في بيته : الطبعة الأولى من تاريخ تطوان للمؤرخ الفقيه محمد داود، فضلا عن مجموعة من المؤلفات الهامة للشيخ محمد المكي الناصري والتهامي الوزاني وعبد الله كنون.


بالموازاة مع تسفير الكتب كان لأحمد أشتيب أنشطة سياسية حزبية مكثفة، فقد انخرط سنة 1958، بعد سنتين من استقلال البلاد، في الاتحاد المغربي للشغل، ثم انخرط، خلال السنة داتها في حزب الاستقلال.


كان لأشتيب الفضل في انقاذ عدد كبير من الكتب والمجلدات الهامة والنادرة، كما أسهم في تطوير فن الطباعة إذ أسس مطبعة خاصة به أطلق عليها اسم “مطبعة ابن عرضون”.


توفي أحمد أشتيب سنة 1990، عن عمر يناهز 66 عاما، وتكفل ابنه ياسين بالمطبعة بعد أن ورث مهنته وفنه الرفيع.


نقلا عن كتاب رجال من تطوان لمحمد البشير المسري وحسن بيريش -بتصرف-

 

الشاون بريس

مشاركة المقالة على :
اترك تعليقاً