على بعد حوالي 60 كيلومترًا شرقي مدينة تطوان، يتربع شاطئ “أزنتي” الساحر كجوهرة خفية تنتظر من يكتشفها.
يمثل هذا الشاطئ الممتد على مساحة نصف كيلومتر جزءًا من واجهة بحرية خلابة، ويقع عند مصب واد أزنتي بين بلدة السطيحة وتارغة. إنه موقع فريد يضفي على المكان طابعًا طبيعيًا مميزًا، حيث يمتزج تدفق المياه العذبة من الوادي مع مياه البحر المالح في تناغم ساحر يجذب الأنظار.
يمتاز شاطئ أزنتي برماله الذهبية الناعمة التي تلمع تحت أشعة الشمس، ومياهه الزرقاء الصافية التي تدعو الزوار للسباحة والغوص في أعماقها النقية. النسيم العليل الذي يهب من البحر يضفي شعورًا منعشًا يجعل الزائرين يشعرون وكأنهم في جنة طبيعية بعيدة عن ضجيج الحياة اليومية وصخبها.
ويستمد هذا الشاطئ تسميته من قرية ساحلية صغيرة تتبع النفوذ الترابي لجماعة تزكان في إقليم شفشاون، الذي يزخر بالعديد من الشواطئ الساحرة مثل تارغة وقاع أسراس والسطيحة وأمتار وغيرها. فضلاً عن منتزهاته الجبلية الطبيعية التي تشكل عناصر جذب سياحي متكامل في الإقليم. هذه المنتزهات توفر للزوار فرصة الاستمتاع بالتنزه بين الأشجار الخضراء واستكشاف مناظر طبيعية خلابة تمتزج فيها الجبال بالوديان في مشهد بديع.
إضافة إلى جماله الطبيعي، يحمل شاطئ أزنتي بعدًا تاريخيًا وثقافيًا. فقد أصبحت جماعة تزكان، التي تضم الشاطئ، وحدة ترابية قائمة بذاتها بعد أن كانت تابعة لجماعة بني زيات عام 1992.
هذا التحول التاريخي يضفي على المنطقة طابعًا فريدًا يجمع بين الحاضر والماضي في تناغم جميل. وتبرز أهمية شاطئ أزنتي في كونه جزءًا من تراث المنطقة، حيث يمكن للزوار التعرف على التاريخ المحلي من خلال التفاعل مع السكان والتعرف على حكاياتهم القديمة وأصول تسميات المناطق.
هذه المنطقة ليست مجرد مكان للاسترخاء، بل هي ملتقى للثقافة والتاريخ، حيث تتداخل القصص القديمة مع جمال الطبيعة المعاصر. يُعتقد أن أصول تسمية شاطئ أزنتي قد تكون مرتبطة بالجذور الأمازيغية أو القصص المحلية، والتي يمكن اكتشافها عند التحدث إلى السكان المحليين أو الباحثين في التراث. هذه الحكايات تضيف عمقًا إنسانيًا وروحيًا للمكان، تجعل من زيارة شاطئ أزنتي تجربة غنية تجمع بين المعرفة والاستمتاع.
عند زيارة شاطئ أزنتي، ستجد نفسك محاطًا بجمال طبيعي يخطف الأنفاس. الرمال الناعمة تدعوك للتمدد والاسترخاء، بينما المياه الصافية تغريك بالغوص والاستمتاع بنقاء البحر. كل هذه العناصر تجعل من شاطئ أزنتي مكانًا مثاليًا للهروب من ضغوط الحياة والتمتع بلحظات من السكينة والهدوء.
لكن بالرغم من جمال هذا الشاطئ، يواجه المصطافون تحديات بنيوية تعكر صفو زيارتهم، حيث يفتقر الفضاء الشاطئي إلى أبسط المرافق الضرورية اللازمة لقضاء ساعات الاستجمام، وهو ما يعكس مظهرًا من مظاهر ضعف الاهتمام بالشاطئ وعدم العناية به بالشكل الكافي.
ورغم هذه الصعوبات، يبقى شاطئ أزنتي واحدًا من أجمل الشواطئ في المغرب، بموقعه الفريد وطبيعته الساحرة، مما يجعله وجهة تستحق الزيارة والاكتشاف.