الشاون بريس
عاد داء الحصبة المعروف بـ”بوحمرون” إلى الواجهة في جهة طنجة تطوان الحسيمة، حيث تحول إلى وباء يشكل خطرا حقيقيا على حياة الأطفال، وفقا لمصادر طبية وتصريحات رسمية، المرض، الذي كان المغرب قد تمكن من القضاء عليه في السنوات الماضية، عاود الانتشار خلال الأشهر الأخيرة مخلفًا وفيات ومئات الإصابات.
وبحسب معطيات مؤكدة، بلغ عدد الوفيات الناتجة عن الحصبة في الجهة ثماني حالات، خمس منها سجلت في إقليم طنجة أصيلة، وثلاث حالات في إقليم شفشاون. آخر حالة وفاة تم تسجيلها يوم الأربعاء الماضي لطفلة تنحدر من جماعة بني صالح بشفشاون، توفيت بعد نقلها إلى المستشفى الجامعي بطنجة إثر مضاعفات صحية حادة.
فيما يتعلق بالإصابات، كشفت المصادر عن تسجيل حوالي ألف حالة مؤكدة بداء الحصبة في إقليم شفشاون وحده منذ بداية العام الجاري، مما ينذر بخطورة الوضع الصحي في المنطقة.
وتم تسجيل أول حالة وفاة في الإقليم خلال شهر غشت الماضي بمنطقة تمروت، تلتها وفاة طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات بجماعة المنصورة خلال شهر نونبر، وأخيرًا حالة الوفاة المسجلة حديثًا في بني صالح.
المصادر الطبية أكدت أن السبب الرئيسي وراء عودة الحصبة هو عدم التزام العديد من المواطنين بتلقيح أطفالهم، حيث إن جميع الحالات المسجلة كانت لأطفال غير ملقحين، إلى جانب ذلك، يؤدي التأخر في التوجه إلى المستشفيات والكشف المبكر إلى تفاقم الحالة الصحية للمصابين، ما يزيد من خطر المضاعفات.
لمواجهة هذا الوضع، أطلقت السلطات الصحية في إقليم شفشاون حملات تلقيح واسعة النطاق، خاصة في المناطق التي سجلت إصابات مثل الدواوير والمناطق الريفية، كما تم تكثيف عمليات التلقيح داخل المدارس لضمان تحصين الفئات الأكثر عرضة للإصابة.
وشددت الجهات الصحية على ضرورة وعي المواطنين بأهمية التلقيح باعتباره الوسيلة الأهم للوقاية من الحصبة وغيرها من الأمراض المعدية.
وأكدت أن المغرب كان قد نجح في القضاء على هذا المرض في سنوات سابقة بفضل حملات التلقيح الشاملة، محذرة من أن العزوف عن التلقيح قد يعيد البلاد إلى مرحلة حرجة في مواجهة الأمراض الوبائية.
الوضع الراهن يتطلب جهودًا جماعية من السلطات والمجتمع المدني ووسائل الإعلام لتوعية المواطنين بخطورة داء الحصبة وأهمية التلقيح، مع تعزيز الخدمات الصحية بالمناطق النائية لتفادي المزيد من الوفيات والإصابات.