شفشاون.. جماعة المنصورة تواجه شبح الانهيار بعد رفض التأشير على ميزانيتها للمرة الثالثة

الشاون بريس

تواجه جماعة المنصورة بإقليم شفشاون وضعا صعبا وغير مسبوق بعد رفض عمالة الإقليم التأشير على مشروع ميزانيتها للمرة الثالثة على التوالي، مما أدى إلى تعثر مشاريعها التنموية وزيادة معاناة سكانها.

وأفاد مصدر مسؤول داخل الجماعة أن مشروع الميزانية المقترح للسنة المالية المقبلة واجه عراقيل عديدة، حيث رفضت العمالة التأشير عليه مرتين متتاليتين، إذ بررت الرفض الأول بعدم التوازن المالي، بينما عللت الرفض الثاني بوجود ديون كبيرة للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، التي تجاوزت 1.28 مليون درهم في إطار اتفاقية شراكة سابقة.

وأوضح المصدر أن المجلس الجماعي لجماعة المنصورة عقد دورة استثنائية في ديسمبر لمناقشة الميزانية للمرة الثالثة، وسط مخاوف من أن يؤدي الرفض مجددا إلى العودة إلى ميزانية السنة الماضية بقرار عاملي، وهو ما سيعطل أي مشاريع تنموية جديدة تحتاجها الجماعة.

يعيش سكان جماعة المنصورة أوضاعا متردية في ظل استمرار الأزمة، حيث تعاني الجماعة من غياب البنية التحتية والخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء والنقل المدرسي، إلى جانب تفاقم مشكلات الفقر والهجرة نحو المدن.

ويعتبر مهتمون بالشأن المحلي أن الأزمة الراهنة تعكس إهمالا كبيرا للمناطق النائية والفقيرة، مشيرين إلى أن عدم التأشير على الميزانية هو مؤشر على ضعف التدبير الجماعي وغياب الإرادة السياسية للنهوض بأوضاع الجماعة.

في ظل هذا الوضع المتأزم، دعا خبراء محليون إلى ضرورة تدخل السلطات الإقليمية والوطنية بشكل عاجل لإنقاذ الجماعة من حالة الجمود.

وطالبوا بوضع خطة تنموية شاملة تسدد الديون المستحقة وتوفر الموارد اللازمة لتحسين الخدمات الأساسية والبنية التحتية.

كما شددوا على أهمية دعم الاقتصاد التعاوني والتضامني لتوفير فرص عمل لسكان الجماعة، إلى جانب إشراك المواطنين في صنع القرار ومتابعة تنفيذ المشاريع التنموية، مما يضمن استعادة الثقة بين السكان والإدارة.

اعتبر مهتمون بالشأن العام أن رفض العمالة المتكرر للميزانية يرسل رسالة واضحة للجماعة بضرورة تحسين أساليب التدبير المالي والإداري.

وأكدوا أن الأوضاع الحالية تتطلب تكاتف الجهود بين جميع الأطراف المعنية لوضع حد لمعاناة السكان وتأمين مستقبل أفضل لجماعة المنصورة.

مع استمرار حالة الإهمال والجمود، يعلق سكان المنصورة آمالهم على الانتخابات المقبلة لتغيير واقعهم واستقطاب وجوه جديدة قادرة على تحقيق التنمية المنشودة ووضع حد للأزمات التي طالما عانوا منها.

مشاركة المقالة على :
اترك تعليقاً