ظاهرة تلوث الوديان بمخلفات الزيتون تهدد البيئة والمياه في وزان وشفشاون

الشاون بريس

تشهد العديد من المناطق القروية في جهة الشمال، مثل شفشاون، العرائش، ووزان، ظاهرة بيئية خطيرة تتعلق بكيفية التخلص من مخلفات الزيتون والمياه المستعملة في عملية عصر الزيتون.

يتم إلقاء هذه المخلفات، التي تشمل المياه الملوثة والزيوت غير المعالجة، في مجاري المياه والوديان، مما يتسبب في تلوثها ويؤثر سلبًا على البيئة المحلية.

وتعتبر هذه الممارسات غير المسؤولة تهديدا مباشرا للأنظمة البيئية المحلية، حيث تؤدي إلى تدهور نوعية المياه في الأودية والسدود التي تغذي المنطقة، كما أن هذا التلوث يمتد ليشمل المياه الجوفية المخصصة للشرب والري، مما يجعلها غير صالحة للاستخدام، وتتسبب هذه المخلفات أيضًا في نفوق الأسماك في الوديان نتيجة التسمم الناتج عن المياه الملوثة.

وفي الوقت الذي تشهد فيه المعاصر إقبالا كبيرا من قبل المواطنين والتجار لعصر الزيتون، فإنها تفتقر إلى آليات فعالة لمعالجة هذه المخلفات، مما يزيد من تفاقم الأزمة.

ورغم الحملة التحسيسية التي أطلقتها وكالة الحوض المائي اللكوس تحت شعار “زيت الزيتون غذاء لصحتنا، والماء أساس حياتنا”، فإن المخلفات لا تزال تحتوي على مركبات معقدة غير قابلة للتحلل بسهولة.

تُسجل هذه الظاهرة ناقوس خطر يهدد الفرشة المائية للمنطقة، حيث يُتوقع أن يؤدي تلوث المياه إلى تداعيات بيئية وصحية كبيرة.

وفي ظل غياب حلول بديلة لمعالجة هذه المخلفات، يصبح من الضروري أن تتدخل الجهات المعنية على المستويين المركزي والجهوي لفتح تحقيقات وتطبيق مقتضيات قانون الماء رقم 36.15، للحد من التلوث وحماية البيئة.

في هذا السياق، يبقى دور المعاصر والمجتمع المحلي حاسمًا في تبني ممارسات بيئية سليمة، مع ضرورة توفير آليات تكنولوجية حديثة لمعالجة المخلفات.

كما يتطلب الأمر من السلطات المحلية تعزيز الرقابة على المعاصر لضمان الالتزام بالمعايير البيئية وضمان سلامة المياه والموارد الطبيعية في المنطقة.

مشاركة المقالة على :
اترك تعليقاً