لشكر يترأس المؤتمر الإقليمي الخامس للاتحاد الاشتراكي بشفشاون


لشكر يترأس المؤتمر الإقليمي الخامس للاتحاد الاشتراكي بشفشاون

 

 

تغطية:

عبدالحق بن رحمون – عبد اللطيف الجوهري

تصوير عبدالنبي الموساوي

 

عاشت اللؤلؤة الزرقاء شفشاون، يوم السبت 14 فبراير الجاري، وهي تتقدم نحو بناء المستقبل واتحاد قوي، عرسا استثنائيا، أعاد للإتحاديين والاتحاديات إلى الزمن الجميل، وكانت المناسبة انعقاد المؤتمر الإقليمي الخامس بشفشاون لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالقاعة الكبرى بمركب محمد السادس للثقافة والرياضة والفنون، برئاسة المناضل الكاتب الأول للحزب الأستاذ إدريس لشكر. إنه عرس كبير ردد  خلاله الاتحاديون والاتحادية رموز أيقوناتهم :”نم مطمئنا ياعمر نحن البديل المنتظر”. كما ترددت شعارات عبرت عن حماس الجماهير المشاركة في المؤتمر، مؤكدة انخراطها في المشروع الحداثي الاتحادي .

هذا العرس الاتحادي الذي احتضنت جلسته الافتتاحية القاعة الكبرى بمركب محمد السادس للثقافة والرياضة والفنون، تابعه مايزيد عن 3000 شخص، وهو حضور نوعي غاصت بهم القاعة الكبرى (وهي في الأصل عبارة عن ملعب) وكما قلنا امتلأت أرضية هذا الملعب ثم جنباته، كما امتلأت مقاعد المدرجات،  وذلك  بحضور الاتحاديبن والاتحاديات من كل مناطق إقليم شفشاون فضلا عن سكان الجماعة الحضرية للمدينة، ثم أعضاء المكتب السياسي واللجنة الإدارية ممثلين في الإخوة مصطفى العجاب، يونس مجاهد، سفيان خيرات، محمد العلمي، ومحمد درويش. وكذا التنظيمات الحزبية من كل أقاليم الجهة :العرائش، تطوان، المضيق، الفنيدق، وزان، طنجة، الفحص أنجرة. فضلا عن ضيوف من ممثلي الهيئات السياسية والنقابية والجمعوية ووسائل الإعلام، والمنتخبين من برلمانيي ورؤساء الجماعات بالحزب ومجالس الأقاليم والغرف المهنية ومستشارين وشخصيات ثقافية وفنية.

وقد أجمع الملاحظون والمراقبون الذين تابعوا أشغال المؤتمر الخامس نجاح فعالياته، مؤكدين أن حزب الاتحاد الاشتراكي بمشروعه الفكري والسياسي كان دائما، حزبا للنقاش والأفكار وحزبا يتبنى الأدوار الطلائعية للمجتمع المغربي، باعتبار حزب استطاع أن يمارس أدبيات الحزب بالنضال على مدى عقود من الزمن، فضلا عن ذلك فإن المؤتمر الاقليمي الخامس بشفشاون بعث بعدة رسائل واضحة إلى المعنيين بالأمر.

الاتحاد وخارطة الطريق لبناء المشروع التنموي الكبير 

هذا وقد تميزت الجلسة الافتتاحية بالكلمة القوية للأخ المناضل الكاتب الأول للحزب الأستاذ ادريس لشكر التي تابعها الحضور بإنصات عميق، وفي مستهل كلمته ذكر بدقة المرحلة التي تعيشها بلادنا، ودعا الاتحاديين والاتحاديات إلى المشاركة في بناء المشروع التنموي بالاقليم.

وقال الأخ ادريس لشكر لايمكن للمواطن أن يعيش الحياة بكرامة، دون تحسين المشروع التنموي وتوفير شروط الحياة.

كما أعلن ادريس لشكر عن الانطلاقة الجديدة لحزب الاتحاد الاشتراكي بإقليم شفشاون ووصفه بالاقليم المناضل والصامد، متحدثا عن المشاكل التي يعانيها سواء في القضايا الاجتماعية أوالتنموية.

وأوضح الأخ ادريس لشكر أنه تعرف على المناضلين بشفشاون في السبعينيات والثمانينات كما تعرف عليهم مناضلين ومكافحين في التسعينيات، ومنذ ذلك العهد وكما عرفهم، يقول ظلوا أوفياء على العهد، وبهذه المناسبة حيا فيهم النبل والاخلاص والصدق والوفاء.

وأضاف إدريس لشكر أنه يرى في حضور الأجيال الجديدة من الشباب ومن الرجال الشامخين إلى المؤتمر الخامس، المستقبل، وقال: “الذين أتوا من مختلف مناطق الاقليم،و فروع الحزب، وجاءوا من المسالك الوعرة وتحملوا عناء التنقل، ليس المسافات الطويلة التي هي صعبة، لأن هذه المسافات التي توجد بها الطريق السيار.. ولكن المناطق التي تعرف صعوبة في العيش”  وأضاف: ” كل هؤلاء الذين حضروا معنا اليوم اجتازوا الحفر والمسالك الوعرة ليتابعوا أشغال هذا التجمع الجماهير والعرس الاتحادي الكبير. ” .  

وأضاف الكاتب الأول للحزب وقال : ” أنا أعرف إقليم شفشاون، وكان لي سنة 2011 في الحراك تجمع جماهيري بمناسبة الدستور الجديد بفيفي، واجتزت تلك المسالك الوعرة، والبرد والثلج، الذي يأتي منه المناضلون والمناضلات، ليساهموا معنا في هذه المناسبة.” كما أكد زعيم الاتحاد الاشتراكي في كلمته:   “إنكم تستحقون منا أن نخوض في قضاياكم ومعاناتكم في هذه المناسبة”.

 من جهة أخرى، وصف القيادي الكبير ادريس لشكر إقليم شفشاون بالاقليم الشامخ كأشجار الفلين ورجاله بالواقفين بشموخ رغم التهديد و الوعيد والترهيب.

كما تساءل الكاتب الأول في كلمته وقال : ” لماذا نقول شامخين؟ لأنكم تعلمون أنه بعد الاستقلال طرح إثنان من الاختيارات ؛ أولهما كان اختيار بناء الدولة بطريقة القمع وبالاستبداد وبالظلم، واختيار ثان بناؤها بواسطة الديمقراطية، واخترنا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن نتحمل مسؤولياتنا وننطلق في بناء الدولة الديمقراطية، وأدينا من أجل ذلك ضريبتان؛ وتقرير هيئة الانصاف والمصالحة يشهد على أن التضحيات التي تمنها هذا الشعب حتى لايقع لنا ما وقع في دول مجاورة لنا التي فاجأها الحراك ودخلت في الفتنة والاقتتال الداخلي” . وبذلك أوضح ادريس لشكر : “ها أنتم تروا عبر الفضائيات ما عاشته ليبيا وسوريا ومصر والعراق وماعاشته الجزائر”، لأن هؤلاء يقول الأخ المناضل الأستاذ ادريس لشكر، لم تطرح عندهم الاشكالية منذ البداية، ولم يستأنفوا كما وقع عندنا نحن منذ وقع الاستقلال في المغرب طرحنا الاشكالية، ورغم القمع الذي ألفه الاتحاديون اضطرت هذه الدولة إلى تغيير أسالسيبها وقتها في سنوات الرصاص، لماذا لأن الاستشهاد والاعتقالات والدفاع عن المواطنين، غيَّر الأسلوب أواسط السبعينات ، خاصة مع الهجرة التي وقعت في البوادي  إلى المدن، وفي هذا السياق أكد الكاتب الأول للحزب أن شفشاون كانت هي الفتنة، يقول ادريس لشكر:  “إذا لاحظتم انتقلت الهجرة في كل المدن وتشكلت أحزمة عصر مدن البؤس، وهي من مركب أنتجتها المصالح لاسياسيا ولا اقتصاديا ولا اجتماعيا..  في كافة المدن الكبرى .

وفي مقارنة مع تلك المدن مع شفشاون كشف ادريس لشكر أن هنا بشفشاون لازال الناس مرتبطين بالأرض و جالسين في الأرض، والدليل على ذلك أن الاقليم الوحيد الذي نسبة السكان القرويين فيه تصل إلى 95 في المائة والسكان الحضرين 5 في المائة، ولأن هذا الأسلوب يطوق الحاضرة  و45 في المائة جرفها الجرف، كما هو الشأن لباقي مناطق المغرب من أجل ضبطها ومن أجل ضبط الاقليم لم يتأتى في أواسط السبعينيات ولا في بداية الثمانينات ، ولم يحدث ما حدث في أقاليم أخرى.

وأوضح أن الأجهزة المستبدة هنا ثارت، واختارت شكلا من أشكال القمع، و تساءل ادريس لشكر ماهو الشكل الذي اختير للقمع؟  وقال اختاروا نبتة طبيعية هي القنب الهندي التي تتواجد بهذه المنطقة.  مضيفا أن إقليم شفشاون هو منطقة الثروات (مياه وأشجارا وغابات) وعوض ما يوجهوا بهذه الثروات يقول ادريس لشكر من أجل تسويقها وتحصين هذه المنطقة التي توجد بها الجبال من خلال نهج السياسات المائية، إلا أنه ستكون من غرائب الزمان أن أبناء هذا الاقليم يشعرون بالعطش وإقليم شفشاون الذي تنبع منه المياه، وإذا استمروا في هذه السياسة يمكن في الخمس السنوات القادمة ستكون إشكالية كبيرة فيما يخص إيصال الماء إلى كافة المواطنين والمواطنات.

نفس الشيء أن هذه الثروات حولوها إلى سوق القمع والتعسف بكافة المدن  في أحزمة البؤس في سنوات السبعينات والثمانينات حيث قرروا أن ينهجوا سياسة أخرى، هي التخويف والترهيب بالشكايات المجهولة حيث بلغ عدد ” الشكايات الكيدية ” 35.000 شكاية  في حق ساكنة الإقليم ، والتي تتعلق بنشاط القنب الهندي، وترهن مصير الساكنة وتجعلها بعيدة عن المساهمة في اقتصاد قبائل الإقليم وعاصمتها على السواء، ومنعهم حتى من ولوج المراكز لقضاء أغراضهم . وفي هذا الباب ألح الكاتب الأول على ضرورة إسقاط الشكايات الكيدية ، وطالب بإعادة النظر في القانون الجنائي المغربي المتعلق بهذه المسألة. وقال ادريس لشكر: “ولما أردنا أن نحارب الفساد والرشوة في الحكومة السابقة حمينا صاحب الشكاية المعلوم، ولذلك إذا كانت الشكاية يجب أن يكون لها صاحبها،.. أما الشكايات المجهولة  فالمطلب الحقيقي ليس هي أن تزرع القنب الهندي أو لاتزرعه، فالشكايات يجب منعها لأنها شكايات كيدية فقط، وحتى يكون لهذه الشكاية مطلوب يعرفون الأباطرة الذين يستغلون عرق وعمل الفقراء والبؤساء. كما أن الشكايات إذا أرادوا أن يوجهوها يوجهوها ضد الأباطرة، أما ضد مواطني هذا الاقليم فعلى الدولة أن توفر اقتصاد البلاد ويكون قادرا على استيعاب وتطوير هذا المنتوج في الاتجاه الحقيقي، وتطويره في الاتجاه الصحيح  و ليس في الاتجاه الذي يخدم الأباطرة، ولذلك نقول إن الهدف لم يكن الهدف هو محاربة المخدرات،  الهدف كان هو تطويق شعب هذا الاقليم ، تطويق ابناء هذه المنطقة، بفضل تدخلاتهم وتحركاتهم حتى المدينة الموجودة في اقليمهم، يصعب عليهم جميعهم الوصول إليها، لأنهم كلهم موضوعين تحت شكايات مجهولة،  لذلك المطلب الحقيقي هو إسقاط كل الشكايات المجهولة وإذا كانت شكاية معلومة ومعروف صاحبها يبقى على النيابة أن تقوم بشغلها، أما الاختباء وراء الرسائل المجهولة فنعرف من يوجهها، هو أولئك الذين يجعلون منها خزانا للانتخابات، فلما تأتي الانتخابات ويريدون الوصول لما تبدأ المعارك الانتخابية وهو من يسلطون رجل السلطة، ويوجهون عون السلطة، من أجل فتح الشكايات،  والناس تصوت عليهم، ولذلك يجب أن نكون يقظين وحذرين ونتعامل بذكاء مع مختلف المصالح يتفقوا . وأكد الأخ ادريس لشكر : “نحن في الاتحاد الاشتراكي نقولها بالفم المليان، فالوضع لايحتاج إلى كل شكاية مجهولة، يجب أن تقبر هذه الشكايات  لنعيد للمواطنين كرامتهم” .  

وأضاف الكاتب الأول للحزب أن هذا الاقليم الذي أغناه الله بثروات حقيقية، كان يمكن يكون فيه مشروعا تنمويا حقيقيا مشيرا أن حكومة التناوب كانت حرصت في إطار البنيات الأساسية أن تربط طنجة ووجدة بواسطة الطريق الساحلي و إنشاء بنيات تحتية وكان من الممكن أن يستفيذ منها هذا الاقليم الذي يتوفر على شاطئ لمسافة طويلة، لتكون فيه قرى سياحية شاطئية  و تنمية السياحة الجبلية القروية،  لتكون قادرة على استيعاب كل حاجيات أبناء المنطقة،  وهذه المشاريع لم ينشأ منها أي شيء مشروع تنموي حقيقي، في هذا الاقليم ، وأكد ادريس لشكر إن مثل هذا المشروع التنموي ستكون الآفاق لجميع المواطنين والمواطنات.

وشدد ادريس لشكر أنه لايمكن أن نقول إن المواطنين يتمتعون بالكرامة إذا لم يكونوا يتوفرون على مشروع تنموي، يمكن قبل ذلك من الحق في الحياة، ….ولكن دون كرامة وعدالة وهما أمران لن يتحققا إلا بتحيين مشروعنا التنموي، وهذا الأمر يجب أن تحصلوا عليه في إطار مؤتمركم هذا وتخرجو بالنتائج وخاصة أنني اطلعت على الأشغال اللجنة التحضرية التي تعطي الأتار في البرنامج الحقيقي.

على صعيد آخر، وفيما يتعلق بالقضايا الوطنية قال الكاتب الأول للحزب: “إذا كان الحراك الأخير في حزب الاتحاد الاشتراكي، نقول فيه بضرورة الاصلاح الدستوري مضيفا  وتذكرون غداة الاصلاح الدستوري أن الاتحاد الاشتراكي كان قد أخذ المذكرة التي وجهها سنة 2010  إلى جلالة الملك محمد السادس، يطلب منه المبادرة فيما يتعلق بإلاصلاحات الدستورية ، وأوضح إدريس لشكر أن جلالة الملك استجاب لخطاب 9 مارس… مؤكدا من هذا الأساس انطلق الاتحاد الاشتراكي على إجراء انتخابات سابقة لأوانها، وقال ادريس لشكر وحينها قلنا إن هذا المسلسل يجري بسرعة وبإشراك الجميع، وكانت مجموعة من القوانين في الأداء الانتخابي التي تعرفونها، وقلنا بعد نتائج الانتخابات رغم أنه عرض علينا أن نشارك في الحكومة، “لايمكن أن يكون ذلك، لأن فيه تضليل، وخلط كما أراد الرأي العام أن يجرب حزب آخر، ولذلك قلنا لايمكن أن نكون إلا في المعارضة ورفضنا المناصب والمسؤوليات الحكومية لكي نعطي المصداقية للعملية الديمقراكية ببلادنا” .

وأكد ادريس لشكر أنهم أراودو أن يعطوا دلالة ومعنى لجدوى العملية السياسية في بلادنا، و المثال للمواطن الذي أعطى صوته. وفي هذا السياق قال الكاتب الأول الأستاذ ادريس لشكر: “إنه مع  كامل الأسف الذين تحملوا المسؤولية ، كنا ننتظر أن يفعلوا الدستور، ويطوروا الاصلاحات، ها أنتم اليوم بصدد التراجعات ويمكن أن نجزم أن ممارستهم ، في مجال الحريات وحقوق الانسان والحصار المضروب على الاقليم بدعوى الشكايات المجهولة، لو أن هذه الحكومة طبقت الدستور ، الذي ارتقى بالحكومة وطبقت هذا المبدأ الذي صوتنا في 2011 لأسقطت 35.000 شكاية، ولهذا يمكن أن نقول أن التراجع على مستوى الحريات العامة، كما هو تراجع في الميدان المالي والاقتصادي.” .

التصدي للفساد قلنا له ليس بالحماس والشفوي

من جانب آخر، وفي إطار الشعار الذي رفعه المؤتمر الإقليمي الخامس بشفشاون: ” من أجل نموذج تنموي يضمن العيش الكريم للمواطن: وجه الأخ محمد الهبطي الكاتب الاقليمي للحزب تحية إلى الحضور في مستهل كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية، وقال أحيي فيكم النبل والشهامة والحماس والإصرار والصدق والوفاء . ومن ثمة تناولت كلمة المناضل الأخ محمد الهبطي رسائل قصيرة وختمها  بالحديث عن هموم وقضايا إقليم شفشاون.

وقال إن الرسالة الأولى هي لمن قالوا إن المؤتمر ما هو إلا بهرجة وفلكلور يرافق طقوس الانتخابات. مضيفا نقول لهم إن المؤتمر الإقليمي الخامس للحزب بشفشاون هو حلقة في الدينامية التنظيمية الحزبية التي انطلقت مباشرة بعد المؤتمر الوطني التاسع للحزب هذه الدينامية بنيت على تعاقدات في المؤتمر ومع القيادة السياسية المنتخبة وعلى مستوى الأجهزة التقريرية، ونحن بصدد تجسيد وإنجاز ما تعاقدنا حوله وحضور الكاتب الأول والمسؤولين الحزبيين تأكيد لهذا الالتزام ووفاء به.

أما الرسالة الثاني  التي وجهها الأخ الكاتب الاقليمي للأصدقاء والخصوم للأصدقاء، أوضح الكاتب الاقليمي أن الذين يضعون قلوبهم خوفا علينا وللخصوم وهم ملل ونحل وشيع وقبائل والذين سخروا كل ما لديهم حتى يرسخوا لدى المغاربة صورة نمطية مفادها أن الاتحاد انتهى.

وفي سياق متصل قال محمد الهبطي في كلمة باسم الكتابة الاقليمية : ” لست في حاجة إلى الكلام هذا الحضور الحاشد يطمئن الأصدقاء ويسفه ادعاءات الخصوم.. سأضيف تعليقا بسيطا نحن ككل كيان حي فيه اللب والقشور .. القشور تساقطت أما اللب فهو باق.نحن نشبه شجرة الفلين تماما قد نتعرض للتعرية الطبيعية أو القسرية لكننا متجدرون في تربتنا واقفون صامدون القشور إن ذهبت لن تتحول إلى شجرة أما نحن حتى وإن متنا سنموت واقفين وغير منبطحين ولو لم يكن لدينا شعار الوردة بكل تأكيد سنختار شجرة الفلين كشعار.

وفي غضون ذلك ستكون الرسالة الثالثة موجهة لبعض الوعاظ الذين بدأوا السياسة في المنابر الصغيرة يقول الهبطي؛ وتحولوا اليوم إلى المنابر الكبيرة. ويضيف: “هؤلاء يكررون خطبة تقول إننا معارضة بهلوانية صدامية بدون أفكاروالذي يجعلنا على هذا النحو هو كون قرارانا الحزبي غير مستقل.” .

أما بخصوص الأفكار يقول محمد الهبطي : “وبما أننا في الاتحاد نفكر جميعا.  سأذكر بما يلي مع رئيس الحكومة ناقشت معه موضوع التصدي للفساد قلنا له ليس بالحماس والشفوي ستقضي على الفساد ولن تقضي عليه وحدك لا بد من تقوية آليات البرلمان الرقابية والتشريعية لابد من مجتمع مدني قوي ومستقل ومبادر وقضاء عادل ومستقل كذلك وإعلام قوي وسائل التأطير الجماهرية وخاص مؤسسة وطنية مستقلة تتكلف بالرصد والتخطيط وخاص الإرادة والصلابة والنفس الطويل قال رئيس الحكومة عفا الله عما سلف هل رفعت الراية البيضاء ثم اكتشف فكرة عظيمة بأنه ليس من يحارب الفساد بل إن الفساد هو الذي يحاربه بالله عليكم اترك لكم الحكم  قولوا لنا اين هي الأفكار وأين هو البهلوان.” .

وإلى ذلك الوقت سيكشف الأخ الكاتب الاقليمي خارطة الطريق لتخليق الحياة السياسة، وقال إن الاتحاد ساهم في اخراج السياسة من المجال الخاص وادخالها إلى المجال العام، لكن يراد لهذا الإقليم أن يعيش على وقع دورة سياسية فاسدة وهي استعمال القنب الهندي وأوضاع الهشاشة كمطية للتنافس الانتخابي والسياسي هذه الدورة لن تنتج النخب السياسة المؤهلة لكي تساهم في التنمية…

كما شدد محمد الهبطي في كلمته على ضرورة احترام كرامة المواطن بالإقليم، والتي تعتبر مسألة مركزية بالنسبة للاتحاد… وقال هنا: ” إن كرامة المواطن أصبحت مهدورة،بسبب تداعيات النشاط الزراعي بالإقليم، هناك كابوس حقيقي يلاحق المواطنين بسبب الشكايات المجهولة،المواطن في كل صباح لا يعرف هل هو حر أم متابع، هذا دون الحديث عن الآلاف المبحوث عنهم مقصيين من الحياة العامة وانعكاس ذلك على الدورة الاقتصادية واكبر متضرر هي مدينة شفشاون التي لا تستفيد من محيطها. مضيفا : ” لذلك الاتحاد الاشتراكي في مقاربته لهذه المسألة يتبنى مقاربة واقعية تأخذ بعين الاعتبار أولا وقبل كل شيء الجانب الحقوقي.” .

وخلص الأستاذ الهبطي في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية بالدعوة إلى تحرير  الإنسان بالإقليم من هذا الكابوس، وفك العزلة عن الإقليم مؤكدا على تثنية طريق تطوان شفشاون كمرحلة أولى وتقوية وتوسيع الطرق الأخرى في اتجاه أقاليم الجهة الحسيمة وزان العرائش…

كما دعا إلى حماية وتثمين الموارد والإمكانيات التي يتوفر عليها الإقليم (الثروة الغابوية، المحميات الطبيعية، الموارد المائية، الشاطئ، الثروات السمكية ..) مع الإشارة والتركيز إلى أن الشريط الساحلي يجب حمايته من كل استغلال غيرمعقلن ونقترح في هذا الباب إحداث وكالة لتهيئة الشريط الساحلي وتأهيل المراكز المطلة على البحر من قاع اسراس الى الجبهة.

لحظة الوفاء و تكريم المناضلين:

من جهة أخرى، ومن أهم اللحظات القوية التي عرفتها الجلسة الافتتاحية هي لحظة تكريم ثلة من المناضلات والمناضلين الذين يعتبرون رمز التشبث بالمبادئ والقيم الاتحادية الأصيلة منذ أن تأسس الاتحاد بهذا الاقليم.

ومن المكرمين الحاج محمد اللهيوي قيدوم المناضلين الاتحاديين ، أحمد المنصوري رئيس جماعى المنصورة ، ومحمد الحمري قيدوم الاتحاديين بالاقليم.

انتخاب قيادة واثقة العزم للفوز وتحقيق الهدف

وبعد الجلسة الافتتاحية، واصل المؤتمرون والمؤتمرات أشغالهم بقاعة الاجتماعات بمركز الاستقبال لاستكمال الشق الثاني من المؤتمر، وذلك بحضور ممثل المكتب السياسي الاخ محمد درويش،والذي أشاد بالمناسبة بالنجاح الملحوظ لأشغال الجلسة الافتتاحية،ما يؤكد بالملموس عودة الإتحاد للزمن الجميل،وذلك بفضل إرادة وانخراط المناضلات والمناضلين في هذه المدينة الزرقاء،قلعة النضال والوفاء.

والكاتب الجهوي الأخ محمد المموحي الذي هنأ بدوره كل المشاركات والمشاركين في هذه المحطة التنظيمية من تاريخ حزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية،على صنعهم الحدث في هذه اللحظة الدقيقة، وما تم تحقيقه اليوم هو مجرد خطوة ستعقبها انتصارات أخرى  بفضل غيرة الاتحاديات والاتحاديين عن مستقبل حزبهم .

وبعد تلاوة التقريرين الأدبي والمالي ومناقشتهما،والمصادقة عليهما وبالإجماع واستقالة أعضاء المكتب السابق للكتابة ألإقليمية تم تشكيل لجنة برئاسة الأخ عبد اللطيف الجوهري كاتب الفرع المحلي  للإشراف على عملية انتخاب الكاتب الإقليمي ومن بعده مؤسسة الكتابة الإقليمية.

طبقا للقانون الأساسي للحزب، والإجراءات المسطرية في انتخاب الأجهزة الحزبية، تم الإعلان عن فتح باب الترشيح أمام المناضلات والمناضلين لعضوية الكاتب الإقليمي. إذ تلقت رئاسة المؤتمر ترشيحا وحيدا من طرف الأخ محمد الهبطي، ليصادق المؤتمرون بالإجماع على هذا الترشيح،وبالتالي يصبح الأخ محمد الهبطي الكاتب الإقليمي الذي حضي بتجديد الثقة من طرف الجميع، ليقود سفينة الإتحاد بالإقليم .وطبقا لنفس الإجراءات المسطرية قدم الكاتب الإقليمي  لائحة للفريق الذي سيشتغل الى جانبه والمشكلة لأعضاء الكتابة الإقليمية الجديدة التي ضمت تمثيلية متنوعة من مختلف الكفاءات والطاقات الحزبية ،من رؤساء الجماعات الإتحادية،القطاع النسائي والشباب الإتحادي،كما تعززت هذه اللائحة المتوافق بشأنها بعناصر جديدة، عززت صفوف الإتحاد الاشتراكي في الآونة الأخيرة وهي على الشكل التالي:

الأمين البقالي الطاهري،أحمد أوطلي،عبد الحميد يدر،عبد العزيز القسطيط، حسن أكدي،عبد السلام عياد، أحمد المصلوحي، عبد الرحمان المتيوي، محمد قلعي، عبد الفتاح فرقتون، رشيدة حبالة، محمد كريم قشور، نزيهة البشير العلمي، كلتا الشاوني، فاطمة بودياب،  مروان نجيب ،عبد الرحمان العامري، وعن الشباب زينب الخراز، عبد الناصر أخريف.

وبهذه المناسبة، اكد الكاتب الإقليمي أن العمل الذي سيكون مكلفا به جسيما ويتطلب مجهودا جبارا، كما وعد كذلك كل الاتحاديات والإتحاديون بالإقليم بقرب إعلانه خارطة الطريق في اول اجتماع للكتابة الإقليمية الجديدة، مع توزيع المهام بين أعظائها، لمواجهة كل التحديات المقبلة.

انطلاقة.. وخطوة جديدة نحو المستقبل لمواجهة الاستحقاقات المقبلة

قال الأخ مصطفى عجاب عضو المكتب السياسي في اختتام أشغال المؤتمر الخامس: “اليوم صنعنا حدثا في الإقليم وسيكون له صيته الوطني كذلك، حدث لاشك أنه بعث برسائل مهمة إلى المتتبع للمشهد الحزبي ألإتحادي والمشهد السياسي عموما. وأضاف المصطفى عجاب : فالإتحاد الاشتراكي اليوم لم يعد كما يتصوره بعض المتآمرين كونه الصوت المزعج وفقط، بل انه الصوت المزعج حينما يتصدى لكل مظاهر الفساد والتحكم في تدبير الشأن العام الوطني والمحلي.

وأكد المصطفى عجاب أن ما حققه حزب الاتحاد الاشتراكي اليوم، بنجاحه في هذا الاستحقاق التنظيمي ،مجرد انطلاقة وخطوة لمواجهة الاستحقاقات القادمة وخاصة الانتخابية منها.خاصة وان الحاجة إلى الإتحاد الاشتراكي أصبحت اليوم ضرورة ملحة أمام تردي الخطاب والفعل السياسيين من طرف من يعتقدون إنهم يدبرون الشأن العام الوطني،في إشارة واضحة إلى الحزب ألأغلبي،الذي أصبح معه الفعل السياسي في تراجع واضح، ولا ينسجم مع دستور المملكة.ما يتطلب من كل المناظلات والمناضلين الإتحادين، وجميع قوى الصف الديموقراطي، استعادة المبادرة في المجتمع، للحفاظ على المكتسبات التى حققناها عبر سنوات النضال المرير، ولتحقيق الأهداف المطلوبة للعيش في الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية.

مشاركة المقالة على :
اترك تعليقاً