للأسف نحن من يساهم في انتشار ” السيدا “
يوسف المنصوري
أثارني هذا اليوم الخروج السياسي لبعض السادة المنتخبون في مسيرة لمحاربة داء “السيدا” بطنجة ، حيث قاموا برفع شعارات ولافتات وملصقات تنبذ فيروس فقدان المناعة وتشجع على الحماية والوقاية منه ، هذا الأمر جعلني أرفع القلم لتحليل منطقي في بعض الأمور المرتبطة أساساً بهذا الداء ، شكلت لبسا بالنسبة لي في سنوات كثيرة نحتفل من خلالها بهذا اليوم .
من يرخص للملاهي الليلية ويجمع إتاوات ضرائبها ، من له اليد في الانتشار المهول لمقاهي الشيشة ، من يسهر على تسهيل خدمات الإقامات المخصصة للدعارة بجميع أنواعها ، كيف صار شباب اليوم مدمنا على الهيروين والكوكايين ومن أين يحصلون عليها ، أسباب الغياب المستمر للسياسة التوعوية الحقيقية ضد المرض ومختلفاته ، أليس كل هذا يساهم في انتشار المرض أم أنني مخطئ .
أعتقد أنه عوض الجري وراء الصفوف الأمامية للمسيرات لتلميع الصورة ، كان من الأجدر أن يلتئما سكان المدينة وفعالياته المدنية والسياسية ، من أجل وضع تشخيص منطقي للداء والأماكن التي يستمد قوته منها ، مع الحرص على تنفيذ كل مقررات وتوصيات المواطنين في هذا الشأن ، بقوة الحاضرين وبسلطة المسيرين الذين يملكون سلطة التوقيع .
وأعتقد حينها أن من بين الخلاصات التي سيطالب بها المواطن والتي يتشكل فيها إجماع محلي جماهري ، إقفال جميع الملاهي الليلية ، القبض على تجار المخدرات ، تشميع جميع الفنادق والاقامات التي تسهل العمل بالنسبة للمهنة الأقدم في تاريخ البشرية، واعتقال المستثمرين فيها .
أم أننا نفتقد الجرأة الحقيقية التي يحتاج المواطن أن يلامسها فينا من خلال أعمالنا وليس في الشعارات الفضفاضة و الرنانة الفارغة ، أم أن الملاهي الليلية ،الفنادق والاقامات المخصصة للدعارة ، تجارة المخدرات .. كلهم يدخلون في خانة الخطوط الحمراء التي لا يحق لأحد التكلم عنها ، أم أن لكل منا سوابق في هذا المجال تجعله يتردد قبل أن يتخذ أي إجراء حتى استمر الأمر ووجدنا أنفسنا في دوامة لا نعلم فيها إن كنا مصابين أم لا.
العار إذن ليس للمرض ، لكن لتجمع الأشرار الذين يسهلون انتشارها بين المواطنين ويضمنون حريتهم ويحرصون على ممتلكاتهم .
في الأخير أحببت من خلال هذا المقال أن أوجه تهنئة إلى جميع من حصل على عازل طبي مجاني تم توزيعه بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة السيدا … هنيئا …