ممرضة ترسم البسمة على قلوب مرضى القصور الكلوي بشفشاون

الشاون بريس/و.م.ع

تعد ابتسام الرحموني، من الوجوه النسائية والأطر الصحية المتميزة. تجدها لساعات تعمل بروح الانفتاح والمسؤولية كممرضة رئيسة بمركز تصفية الدم بشفشاون التابع للمركز الاستشفائي الإقليمي محمد الخامس. وتغمرها سعادة كبيرة، حينما ترى البسمة مرسومة على محيا مرضى القصور الكلوي.

هي وجه نسائي بارز في مجال العمل التطوعي والاجتماعي بمدينة شفشاون، واسم على مسمى بابتسامتها المتفائلة، وقد استطاعت أن تهدي الأمل في الحياة لمرضى القصور الكلوي بخبرتها وتجربتها المهنية منذ التحاقها بالمركز، حيث ما زالت تحوز استحسان وتقدير الإدارة والموظفين والمرتفقين بحيويتها ومبادراتها وكفاءتها وحبها لعملها وتفاني المطلق في ذلك.

في بوح لها لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، قالت ابتسام الرحموني إن طبيعة العمل بهذا المركز الذي يقدم خدمات صحية منتظمة لحوالي 70 من المرضى من مختلف الأعمار، يتطلب عناية خاصة وصبرا وتضحية ونكران الذات لإرضاء أشخاص يعانون من مرض مزمن يحتاج إلى أسلوب مفعم بالإنسانية، لفهم معاناة المرضى للتجاوب مع احتياجاتهم.

وتابعت الرحموني أن نشأتها وسط أسرة شفشاونية محافظة متشبثة بالتقاليد العريقة، أكسبتها ثقة في النفس وجعلتها تشعر بمسؤولية تجاه أبناء مدينتها والمناطق المجاورة، اقتناعا منها بنبل الرسالة التي تحملها، التي “طالما لمستها في كنف أسرتها والسيرة الطيبة لوالدها الذي عرف بكرمه وحرصه الدائم على تقديم المساعدة ويد العون للمستضعفين والفئات الهشة”.

وأضافت أن العاملين في هذا المرفق الطبي حريصون على القيام بواجبهم على أحسن وجه وإتمام مهامهم في التكفل بالمرضى الذين يعانون من هذا المرض المزمن، إذ أن غالبيتهم ينحدرون من مناطق هشة أو لهم إمكانات محدودة وهم في حاجة ماسة إلى من يشد أزرهم ويقوي عزمهم ويمنحهم جرعة التفاؤل.

وبما أن كل فتاة بأبيها معجبة، فقد كان والد ابتسام قدوة لها ونبراسها في العمل الإنساني والتطوعي ومساعدة الفئات الهشة والمستضعفة، إذ أكدت في هذا السياق أن اختيارها للعمل في القطاع الصحي والاجتماعي أملاه إحساسها بواجب التضحية في سبيل علاج فئات هشة داخل المجتمع.

وشددت الرحموني على أنها “مصرة على مواصلة البذل والعطاء دون كلل أو ملل من أجل مساعدة الفئات الهشة والمعوزة على تجاوز الصعاب والتشبث بالأمل في الحياة، متشبعة بقناعة قوية وراسخة بضرورة اضطلاع المرأة، أينما كان موقعها، بدور فاعل في بناء مجتمع متماسك وقوي، تسوده قيم التضامن والتآزر.

في هذا الصدد، سجلت أن طبيعة عملها تفرض تعاملا خاصا مع الحالات الصعبة يتجاوز المرضى إلى محيطهم العائلي، ومساعدة الحالات الجديدة على الاندماج، كما تقوم بدور الوسيط بين الحالات الجديدة وفعاليات المجتمع المدني، بدءا بالجمعية الشريك بالمركز، التي لا تبخل بمد يد العون، وصولا إلى المحسنين الذين يعملون في خفاء، وما أكثرهم، حسب قولها.

وتعبر ابتسام الرحموني، سليلة السيدة الحرة والتي تشغل منذ سنة 2017 منصب ممرضة رئيسة بمركز تصفية الدم بشفشاون، بكل فخر عن مسارها الدراسي والمهني بقولها “بعد نيل شهادة الباكالوريا بثانوية الأمير مولاي رشيد بمدينة شفشاون علوم تجريبية، وإنهاء دراستي الجامعية بكلية العلوم والتقنيات بطنجة في شعبة البيوتكنولوجيا لمدة أربع سنوات، التحقت بمعهد تكوين الممرضين وأطر الصحة بتطوان، في شعبة ممرض متعدد التخصصات، حيث قضيت ثلاث سنوات، ك لها عزم على التحصيل العلمي والمعرفي.

وتابعت “بعد تخرجي اشتغلت لمدة سنتين بالمستوصف القروي بالجماعة الترابية باب تازة، بعد ذلك انتقلت سنة 2010 إلى مركز تصفية الدم بمدينة شفشاون لأشتغل به ممرضة إلى حدود سنة 2017، حين ترقيت إلى منصب ممرضة رئيسة.”

ورغم ما قد يعترضها من إكراهات وتحديات في سعيها اليومي للقيام بهذه المهمة النبيلة والصعبة في ذات الوقت، وبمناسبة اليوم العالمي للمراة، لم تغفل خريجة المعهد التمريضي بتطوان، ابتسام الرحموني، من توجيه تحية الاعتراف بجهود زميلاتهاث، مشددة على أن أحد أسباب نجاحها هو “المساندة والدعم المعنوي الذي تتلقاه في مواكبة الحالات الصعبة من طرف فريق العمل والأطر العاملة بالمركز، فردا فردا، فالكل يساهم ويتدخل عند الضرورة كالأسرة الواحدة.”

وتصر ابتسام على مواصلة التضحية والعطاء بكل ما أوتيت من قوة، وكلها أمل في أن تسود روح التطوع والعمل الاجتماعي في صفوف الأجيال الصاعدة لتحمل المشعل.

مشاركة المقالة على :
اترك تعليقاً