هل تم التنكر لشباب إقليم وزان؟
قبل سنتين أعطى ملك البلاد برنامجا تنمويا طموحا تحت إسم “إنطلاقة” من أجل خلق ودعم مشاريع للشباب بهدف التشغيل الذاتي وخلق فرص شغل جديدة.
واحتضنت عمالة وزان لقاء موسعا برئاسة عامل إقليم وزان وممثلي عن الإقليم في البرلمان بغرفتيه والجهة ورؤساء الجماعات الترابية، إضافة إلى ممثلي المصالح الخارجية بالإقليم، كما حضر هذا اللقاء ممثلي عن كل المؤسسات البنكية التي تشتغل داخل تراب إقليم وزان، وفعاليات مدنية وإعلامية ومئات الشباب الراغب في تأسيس مقاولات للتشغيل الذاتي.
تعهد الجميع بدعم المبادرة الملكية الطموحة وتثمينها وتشجيع الشباب على خلق مقاولات ناجحة في أفق إدماجهم في سوق الشغل بهدف انقاذهم من شبح البطالة والفقر والتهميش، وتعهدت باقي القطاعات الحكومية بمواكبة الشباب في كل مراحل تهيئة الملف وصولا إلى الحصول على الدعم المالي من أجل البدء في تنزيل هذه المشاريع على أرض الواقع، كما تعهد ممثلو المؤسسات البنكية بتمويل هذه المشاريع شريطة أن يكون الملف متكاملا.
مرت سنتان على هذا الكلام المعسول والوعود المشجعة بمستقبل أفضل، لكن الواقع يثبث شيئا آخر، فلا أحد إلتزم بما وعد به، وظل الشباب يتنقلون من هذه المؤسسة إلى أخرى طيلة شهور، ومن حالفه الحظ وتمكن من إنجاز ملفه كاملا يضم كل الوثائق المطلوبة مرفوقا بدراسة للمشروع وعناصره وأهدافه وتوجه بعد ذلك إلى إحدى المؤسسة البنكية، فيكون الجواب هو التماطل أولا ومن ثم الرفض وفي أحسن الأحوال يوضع الملف على طاولة النسيان (وهناك من يقوم بنسخه خلسة وتمريره إلى أحد المقربين أو الأصدقاء ويحصل على التمويل..) في سرقة موصوفة لمجهود الآخرين، وهناك بعض المؤسسات البنكية تتعامل مع مشاريع الشباب بنوع من الاستهزاء والإحتقار خصوصا الشباب المنحدرين من البادية ويتم التعامل معهم كمتسوليين لا كشباب حامل للمشروع.
اليوم تبخرت آمال وأحلام المئات من شباب الإقليم بعد أن اكتشفوا أن كل الوعود ذهبت أدراج الرياح.
هكذا يدفع الشباب إلى غياهب الضياع وفقدان الأمل والثقة في مؤسسات الدولة. فهل هناك آذان صاغية من أجل السهر على مواكبة وتنفيذ هذا المشروع الملكي، أم أن المسؤولين توقف دورهم على إلقاء الخطب الرنانة على جموع المعطلين الشباب؟
الشاون بريس