باب برد …مزارعو الكيف يبتزون الدولة لقتل الفرشة المائية
“أن يُسمح لهم بزراعة الكيف في حقولهم لا اعتراض لنا على ذلك وهذه مسؤولية الدولة وسياستها، أما أن يسمح لهم ببناء سدود عشوائية لشفط جميع المياه الجوفية للمنطقة برمتها والحكم على ساكنة مركز باب برد بالعطش صيفا وشتاء فهذا شيء خطير وغير مقبول قانونيا وأخلاقيا”، كان هذا تصريح أحد الفاعلين الجمعويين باقليم شفشاون حول الاحتجاجات والضغوطات التي يمارسها بعض مزاعي الكيف في مواجهة السلطات المحلية والمصالح المكلفة بالمياه من أجل السماح لهم باقامة سدود عشوائية وحفر أبار “صوندا” تجلب المياه من أعماق الأرض لسقي نبتة الكيف.
” إن حمى السباق نحو حفر أبار “صوندا” انتشر بكيفية خطيرة بالمنطقة حيث تم التعاقد مع أجانب من جنسيات سورية وكردية متخصصين في رصد المياه الجوفية واستعمال أنابيب جد متطورة للوصول الى منابعها ولو كانت على عمق يتجاوز مئات الامتار ” يقول ذات المتحدث.
من جهة أخرى كشف المتحدث المذكور، أن الضغط الشديد الذي يمارسه مزارعو الكيف على مياه منطقة باب برد عموما جعل الفرشة المائية للمنطقة تعد من أضعف الفرشات المائية بالمغرب ، حيث أن الفرشات بالمناطق الصحراوية هي أفضل حالا من هنا حيث التساقطات المطرية تسجل أعى نسبة على الصعيد الوطني الامر الذي يهدد الفرشة المائية بالنضوب.
وكانت منطقة “باب برد” عرفت السنة الماضية انقطاعا طويلا للتزود بالماء فاق ستة أشهر بسبب السدود العشوائية التي يشيدها كبار مزارعي الحشيش الذين يقومون بسقي النبتة الملعونة على حساب عطش ساكنة تقدر بحوالي 20 ألف نسمة.
يذكر أن تقارير دولية صادرة عن منظمات متخصصة بالشؤون البيئية والحفاظ على الحياة البرية أشارت أن منطقة جبال الريف تعتبر من أكثر المناطق في العالم التي تتعرض فيها الأنظمة الايكولوجية للجبال لدمار وتخريب خطيرين بسبب النمو الديمغرافي وحرق الأشجار واستنزاف الأنهار والمياه الجوفية بشكل عشوائي.
الشاون بريس