تلميذ بثانوية مولاي رشيد ينتهك عرض طفل بحي ظهار بن عياد
لم يستطع الطفل أحمد الكلام أو الإفصاح عما حدث له، لكن قلب الأم لا يخطئ أبدا وشعورها تجاه ابنها صادق، فقد لاحظت منذ أيام ارتباك الطفل وعدم استقرار وضعيته النفسية. كثير الانزواء وشبه خائف من كل شيء، خاصة عندما يطرق الباب أحد.. كل ذلك دفع الأم لتقترب من الابن أكثر وأن تجس نبضه وتعرف ما يخفيه، لم يكن مستعدا في البداية للحديث لكن إصرارها عليه ومحاولاتها دفعته ليروي لها أسوأ ما يمكن أن تسمعه أم من فاه ابنها.
أحمد ذو الست سنوات لم يكن يبتعد كثيرا عن باب المنزل بحي ظهر بن عياد بشفشاون، لكن مع ذلك كان يناور والدته ويبتعد مع بعض رفاقه الصغار، لكن دون أن يغادر الحي الذي يقطنه، أمر استغله أحد الجيران، شاب في العشرين من العمر يدرس بثانوية مولاي رشيد بنفس المدينة، لم تكن دراسته منورة له ولا رادعة له لما دفعه “شيطانه” للقيام به. اختار أن يستدرج أحمد في غفلة من الجميع، أخذه للمنزل بعد أن وعده بتمكينه من الحلوى والألعاب، قبل أن ينزوي به في ركن من أركان المنزل مستغلا غياب أفراد الأسرة.
مارس عليه الجنس بطرق مختلفة ليشبع رغباته الحيوانية بطريقة غير لائقة، لم يفهم الطفل في البداية ما يحدث له بالضبط، لكنه فهم ذلك بعد أن هتك عرضه وتبين له أن ما قام به الجار فعلا
ليس مقبولا. بكى الطفل وصرخ وطالب من المعتدي أن يتركه يذهب لحاله، لكن الغريزة جعلته يستغله بطريقة وحشية ولأطول مدة ممكنة. أنهى ما أقدم عليه ومر لمرحلة أخرى من التهديد والوعيد للطفل مستعملا سلاحا أبيض، وضعه على عنقه وقال له إنه إذا أفشى سر ما حدث ذلك المساء فسيقتله، وسيقطعه إربا إربا تماما كما يحدث في الأفلام.
ارتعد أحمد وارتعشت فرائسه وتغير لون وجهه وهو يسمع ذلك الوعيد، قبل أن يعود للمنزل ويأخذ له ركنا منزويا منه ويبتعد عن الجميع، لم يسمع صوته كل ذلك المساء ولا حركة شغب وهو الذي اعتاد الصراخ واللعب، كل ذلك أثار الأم التي استغربت الصمت والركون. اعتقدت أنه مريض أو به علة ما ولعله تعب، لكن كل محاولاتها إقناع نفسها بسبب معقول لتبرير وضع ولدها، ما كان ليقنعها فعلا وهي تتحاشى أن تسمع ما لا تريد سماعه وما قد يغير صفو حياتهم، فقد كان شعورها قويا تجاه معرفة ما حدث وهي تتنبأ منذ الوهلة الأولى أنه أمر سيء.
بعد إصرار منها خضع أحمد لوالدته وتوسل إليها بعدم علم المتهم بما قاله لها، فأكدت له أن ما سيقوله سيبقى سرا بينه وبينها، ليبدأ في سرد روايته المؤلمة من البداية حتى النهاية، ودموع الأم تنهمر وقلبها ينفطر، قبل أن تهاتف الأب الذي حضر مسرعا وليتوجهوا جميعا لمقر الأمن، الذي فتح تحقيقا في الموضوع بناء على شكاية الوالدين والاستماع للطفل الضحية، ليتم تقديم المتهم أمام النيابة العامة بعد مواجهته بالأدلة التي تم تجميعها، ليعترف بما اقترفه ويحال على محكمة الاستئناف بتطوان لكونها صاحبة الاختصاص.
م. العباسي ـ م. بوغيث
الأحداث المغربية