الشاون بريس
تتزايد الضغوط على وزارة التعليم العالي والبحث\ العلمي والابتكار للإفراج عن مشاريع جامعية مؤجلة، أبرزها افتتاح الكلية متعددة التخصصات بمدينة القصر الكبير، والتي اكتملت أشغالها وباتت جاهزة منذ فترة دون أن يتم تدشينها.
وفي هذا السياق، طالبت البرلمانية زينب السيمو الوزير عز الدين ميداوي بالكشف عن الإجراءات المزمع اتخاذها للإسراع بتشغيل هذه المؤسسة، لما لذلك من دور في الحد من الهدر الجامعي، خاصة في المناطق القروية.
ووفق مصادر مطلعة، يشترط قبل افتتاح الكلية تحديد تخصصات ومسالك تتلاءم مع احتياجات سوق العمل والمشاريع التنموية في منطقتي العرائش وطنجة.
وشددت المصادر على ضرورة الابتعاد عن استغلال هذا الملف لأهداف انتخابية، والتركيز على دراسة أكاديمية تهدف إلى مواءمة التكوين الجامعي مع متطلبات سوق الشغل، تفادياً لتفاقم البطالة بين حاملي الشهادات.
ولا يقتصر التأخير على القصر الكبير، إذ تشير نفس المصادر إلى أن مشاريع إنشاء نواة جامعية في كل من شفشاون ووزان لا تزال تراوح مكانها.
ورغم الوعود السابقة من قيادات سياسية بتوفير العقارات اللازمة، فقد كشف وزير التعليم العالي السابق أن هذه المشاريع مرتبطة بدراسة مخطط مديري يرسم خارطة التكوين الجامعي وفقا لحاجيات كل منطقة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
ومن شأن إحداث كليات جديدة في شمال المملكة أن يخفف الاكتظاظ الذي تعاني منه كليات تطوان وطنجة، حيث يلتحق بها آلاف الطلبة من مختلف الأقاليم.
ويواجه هؤلاء تحديات كبيرة، أبرزها غياب المنح الجامعية وارتفاع تكاليف التنقل والسكن، مما يرهق ميزانيات الأسر ذات الدخل المحدود، خاصة في المناطق القروية النائية.
المصادر نفسها تؤكد أن أي مشروع لإحداث مؤسسات جامعية جديدة يجب أن يتم وفق رؤية مدروسة، تأخذ في الاعتبار الخصوصيات الاقتصادية والإنتاجية لكل منطقة.
والهدف هو تحقيق تكامل بين التكوين الجامعي وسوق الشغل، بما يساهم في تقليل معدلات البطالة وضمان توجيه الطلبة نحو مسالك تفتح أمامهم فرصاً أوسع للاندماج المهني.
وتعالت الأصوات الداعية للإسراع في فتح كلية القصر الكبير وإطلاق مشاريع شفشاون ووزان، لما لها من أثر إيجابي على تخفيف معاناة الطلبة والحد من تكاليف التنقل والدراسة، فضلا عن تعزيز فرص التعليم الجامعي في المناطق النائية، كما أن الإسراع بإتمام هذه المشاريع سيشكل خطوة نحو تحقيق التوزيع العادل للمؤسسات الجامعية، بما يخدم التنمية المستدامة في الشمال المغربي.