شفشاون.. حينما تتحول جمالية المدينة إلى وصمة عار في سوق الأسماك

✍🏻 بقلم منير الحجي

ليست الصور المتداولة عن سوق الأسماك بشفشاون مجرد لقطات عابرة، بل هي صرخة مدوية تكشف انتهاكًا صارخًا لكرامة المدينة وسكانها.

ما كشفته “الشاون بريس” لا يمثل مجرد خلل إداري عابر، بل هو كارثة إنسانية تمس جوهر الحق في العيش بكرامة، حيث يتحول فضاء يُفترض أن يكون رمزًا للجودة والنظام إلى مستنقع من الفوضى والإهمال.

قمامة متناثرة، مياه راكدة تختلط بدماء الأسماك، وروائح نتنة تعلن عن غياب أبسط شروط الصحة العامة—هكذا يبدو المشهد داخل السوق.

فكيف لمدينة تسحر العالم بجمالها أن تحتضن في قلبها بؤرة تُهدد صحة سكانها؟ المشهد ليس مجرد خطأ عابر، بل هو إهانة للمواطنين، الذين يُجبرون على شراء غذائهم من مكان يفتقر إلى الحد الأدنى من شروط السلامة والنظافة.

في ظل هذه الفوضى، يستغل “سماسرة الظل” حاجة المواطنين، فيتحول السوق إلى ساحة للمضاربة العشوائية، حيث ترتفع الأسعار بشكل جنوني وسط غياب الرقابة.

وهنا يطرح السؤال نفسه: كيف يسمح المجلس البلدي باستمرار هذه الكارثة؟ لماذا يُترك السوق دون تنظيم ورقابة؟ أين الجهات المسؤولة من هذا الإهمال؟ الحل لا يتطلب خططًا استراتيجية معقدة، بل إجراءات بسيطة تبدأ بتنظيف السوق وإعادة تأهيل بنيته التحتية، وفرض غرامات صارمة على المخالفين، ومراقبة الأسعار ومنع المضاربة، وتثبيت لوائح توعوية تلزم البائعين بالحفاظ على النظافة.

أهل شفشاون قالوا كلمتهم: “لن نبيع كرامتنا بأرض السوق، ولن نسكت عن حقٍ ضاع بين القمامة والسمسرة!” فإذا كان المسؤولون غير قادرين على الإصلاح، فليرحلوا ويفسحوا الطريق لمن يملكون ضميرًا يحترم الإنسان قبل الحجر!

مشاركة المقالة على :
اترك تعليقاً