الشاون بريس
تعدّ مدينة شفشاون من أبرز الوجهات السياحية في المغرب، حيث تشتهر بعمرانها الأندلسي وسحر أزقتها الزرقاء التي تستقطب السياح من مختلف أنحاء العالم. إلا أن هذه الوجهة السياحية المميزة تواجه تحدياً متزايداً يتمثل في انتشار الكلاب الضالة، وخصوصاً في ساحة وطاء الحمام الشهيرة، ما أثار قلق الساكنة والزوار، وفتح باب التساؤلات حول تأثير هذه الظاهرة على المدينة.
معالم الظاهرة وتحدياتها
باتت ساحة وطاء الحمام، التي تعتبر قلب المدينة النابض، تشهد حضوراً لافتاً للكلاب الضالة التي تتجول في المنطقة بحرية، الأمر الذي أثار استياء السكان المحليين والزوار على حد سواء.
ويخشى البعض من أن يؤثر هذا الوضع سلباً على صورة المدينة وقطاعها السياحي، نظراً إلى أن مشهد الكلاب الضالة قد يشكل عائقاً أمام راحة وأمان الزوار.
وقال أحد التجار في تصريحه لحريدة الشاون بريس: “لاحظنا زيادة ملحوظة في أعداد الكلاب الضالة في الآونة الأخيرة، وأصبح الأمر يشكل هاجساً لنا وللزوار، خصوصاً مع تصرفات بعضها العدائية أحياناً.”
أسباب انتشار الكلاب الضالة
يرى بعض المختصين أن انتشار الكلاب الضالة يعود إلى عدة عوامل، من أبرزها نقص التوعية المجتمعية بضرورة العناية بالحيوانات الأليفة وتعقيمها، إضافة إلى غياب استراتيجيات فعالة من الجهات المسؤولة للحد من هذه الظاهرة.
ويشير آخرون إلى أن الكلاب المهملة أو التي تُركت من قبل أصحابها تساهم في تفاقم المشكلة، لتتحول الشوارع والساحات العامة إلى بيئة خصبة لتكاثرها.
انعكاسات سلبية على السياحة والصحة العامة
يمثل وجود الكلاب الضالة في الساحة المركزية للمدينة تحدياً مباشراً للسياحة، التي تعتمد عليها شفشاون كركيزة اقتصادية أساسية، فمشاهد الكلاب الضالة قد تنفّر الزوار، الذين يتوقعون أن تكون الأماكن السياحية آمنة ونظيفة.
وفي حديث لمراسلنا، عبّرت سائحة أجنبية عن انزعاجها من هذه الظاهرة، قائلة: “جئت لزيارة شفشاون والتمتع بجمالها، ولكن تفاجأت بوجود عدد كبير من الكلاب في الساحة، مما جعلني أشعر بعدم الراحة.”
من الناحية الصحية، تُعتبر الكلاب الضالة مصدراً محتملاً لانتقال الأمراض، ما يطرح تساؤلات حول دور الجهات الصحية في مراقبة الوضع واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لحماية الساكنة والزوار على حد سواء.
مطالب بتدخل الجهات المسؤولة
تبقى ساحة وطاء الحمام رمزا من رموز مدينة شفشاون التي تشكل جزءاً من هويتها السياحية، لكن انتشار الكلاب الضالة فيها يُعدّ تحدياً يتطلب استجابة فورية لضمان سلامة الزوار واستمرار تدفق السياح إلى المدينة، وبينما تتواصل الدعوات لحل هذه الظاهرة، يبقى الأمل معقوداً على الجهات المعنية لاتخاذ إجراءات ملموسة تضمن الحفاظ على جمالية المدينة وأمنها.