الشاون بريس
شكل موضوع “مناعة الوسط الأسري مدخل أساسي لميلاد وسط مجتمعي محصن للنساء والفتيات من العنف”، محور ندوة علمية نظمت أمس الجمعة، بمبادرة من جمعية حماية الأسرة المغربية – فرع شفشاون، ومشاركة فاعلين في مجال مناهضة العنف ضد النساء.
ويهدف هذا اللقاء، الذي ن ظم بشراكة مع وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني، بمناسبة الأيام الأممية، والحملة الوطنية الـ 22 لوقف العنف ضد النساء والفتيات، المقامة تحت شعار “الأسرة اللي من العنف خالية، لم ج ت م ع س ليم بان ي ة”، إلى تبادل الآراء والتجارب العلمية من أجل الوصول إلى رؤية مشتركة تسهم في تطوير منظومة القيم داخل الأسرة المغربية ومحاربة العنف ضد النساء.
وشكلت أيضا هذه الندوة، التي عرفت مشاركة باحثين، وفعاليات جمعوية وحقوقية وتربوية، مناسبة لمناقشة العنف الأسري الذي يكتسي وضعا اجتماعيا خاصا، حيث ينظر إليه باعتباره ظاهرة أسرية تتميز بخصوصية التدبير الفردي خارج تدخل المؤسسات القانونية.
وأبرزت رئيسة جمعية حماية الأسرة المغربية بشفشاون، حنان قريش، في كلمة بالمناسبة، أن هذا اللقاء العلمي، يأتي في إطار الجهود الحثيثة للجمعية التي تتطلع من خلال مشروعها إلى “تحصين الأسرة المغربية والمساهمة في التماسك المجتمعي المبني على التماسك الأسري باعتبار أن الأسرة هي نواة المجتمع لما لها من دور محوري في عملية الإصلاح المجتمعي”.
وأكدت السيدة قريش، أن استقرار الأسرة، هو أساس إعداد أفراد فاعلين في المجتمع، بهدف المساهمة في تعزيز بيئة مجتمعية آمنة للنساء والفتيات، وترسيخ قيم المساواة وثقافة التعايش داخل الأسرة؛ مما يعتبر تحفيزا لهن للمشاركة الفعالة في الحياة العامة، ومساهما في ضمان حقوقهن وصون كرامتهن.
من جهته، توقف الباحث في سوسيولوجيا التربية بالمركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية بالرباط، يونس الجازولي، في مداخلته عند دراسة ميدانية حول معالجة إشكالية الاندماج الاجتماعي وعوائق التحصيل الدراسي لدى أطفال الأمهات العازبات، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بالأنشطة المتعلقة بتأهيل هؤلاء الأطفال نفسيا وتربويا وتيسير سبل اندماجهم في مجتمعهم.
من جانبها، أوضحت الفاعلة الحقوقية، فاطمة الزهراء الشيخي، أن الترسانة القانونية وحدها ليست الحل للحد من العنف ضد النساء، مبرزة أن الحل يكمن في “سياسات شاملة، تعمل على نشر ثقافة المساواة والإحترام، وأن الاستثمار في حماية النساء هو استثمار في مستقبل البلاد”.
أما الباحث التربوي خالد الغزواني، فأكد أن المدرسة تعتبر مجتمعا مصغرا، تتناغم ثقافة ساكنته والثقافة الاجتماعية السائدة المنبثقة من قلب المجتمع سلوكا ومعاملات، لتساهم وبشكل فاعل في صناعة وتشكيل الإنسان، مبرزا أن مسؤوليات أولياء الأمور تبدأ في كيفية التفريق بين الصواب والخطأ لمحاربة المؤثرات الخارجية التي قد تؤدي إلى سلوكات خاطئة.