هل يُجْهض الصراع السياسي حق التلاميذ في النقل المدرسي بإقليم شفشاون؟
أفادت مصادر مطلعة، أن رئيس جماعة المنصورة بإقليم شفشاون، يمارس سياسة التضييق على جمعية النقل المدرسي التي تشتغل حاليا في نقل تلاميذ ثانوية سيجلماسة الإعدادية بالإضافة إلى الثانوية التأهيلية الموزعين على كافة الدواوير التابعة لجماعة المنصورة.
وأكدت ذات المصادر، أن رئيس جماعة المنصورة يعتزم تأسيس جمعية أخرى للنقل المدرسي، كما أنه يريد فسخ العقد الذي يجمعه بالجمعية الحالية المسيرة للعربات، مشيرة إلى أن الرئيس يريد فرض هيمنته على الجميع، وجر جمعية النقل المدرسي إلى مستنقع السياسة.
وحسب المصادر ذاتها، فإن الجمعية الحالية التي تسير النقل، استطاعت تصفية الديون التي تركتها جمعية قبلها، واستطاعت إصلاح السيارات، والتعامل مع التلاميذ بشكل سلس كما أنها وسعت نشاطها لتشمل عدة دواوير، بالإضافة إلى السمعة الجيدة لمسيريها وذلك بشهادة الجميع.
وشددت نفس المصادر، في حديث صحفي على أن الجمعية مستقلة وبعيدة على كل ما هو سياسوي ولا رغبة لها في خوض أي صراع من هذا النوع، وأنها تريد العمل مع أبناء الشعب بعيد عن ما يريده رئيس الجماعة.
وتساءلت المصادر عن السبب الذي يدفع رئيس الجماعة للانتقام من هذه الجمعية بالقول “هل تم تسجيل أي خروقات أو اختلاس للأموال؟
وأكدت ذات المصادر أن رئيس الجماعة يطالب الجمعية بإصلاح سيارة متواجدة بمركز “الدردارة”، وإن لم يتم إصلاحها سيتم فسخ العقد معهم، مما يعني أن الرئيس لا يريد استمرار الجمعية في مزاولة أنشطتها، ويريد أن يجهضها وذلك كله من أجل إنشاء جمعية أخرى يستطيع من خلالها فعل ما يريد، وذلك كله لفرض السيطرة والهيمينة.
ومن جهته أكد رئيس جماعة المنصورة، محمد الشريف المصمودي، في اتصال هاتفي مع مصدر صحفي، أنه لا يمارس أي تضييق على الجمعية، ولا يقوم بأي حركة سياسية، وأنه يبتغي منها العمل الجاد مع التلاميذ، وذلك من خلال توفير السيارات، وكذلك إصلاح من بها عطب، والتي لم تتحرك منذ سنتين وأكثر.
وقال رئيس جماعة المنصورة “لقد وجهت رسالة إلى الجمعية الموكول لها تسيير النقل المدرسي، وقلت لهم بأن الدعم سيتوصلون به، لكن يجب أولا إصلاح السيارة التي بها عطل، مع العلم أنها لا زالت حديثة ولم تستعمل كثيرا، للأسف”
وأضاف المسؤول الجماعي فيما يخص سداد ديون المحروقات، والتي بلغت 120000 ألف درهم “ليس من المعقول دفع هذا المبلغ دفعة واحدة مع العلم أن الدعم المخصص للجمعية هو 160000 والمبغ الباقي لن يكفي في عملية الإصلاح، ونحن على أبواب الدخول الدرسي، وعدد التلاميذ ازداد، ماذا سنفعل؟ الأجدر أن يتم تسديد الديون على دفعات، وذلك لتجنب الوقوع في أزمة، وهذا أمر غير مقبول نهائيا، وأنا لا يمكنني العمل مع هؤلاء الناس، وأريد من يشتغل معي وينصت لي ويساعدني وأساعده”.
وطالب ذات المتحدث بأوراق الإثباث فيما يخص رواتب السائقين، باللإضافة إلى المبالغ المصروفة في عملية الإصلاح والوقود، وانتقد الأرقام التي يتم تقديمها له مستغربا منها.
وقال المصمودي في سياق آخر: “هاؤلاء قاموا بإعفاء 140 شخصا من أداء واجبات النقل، كيف قاموا بذلك؟ الإعفاء يجب أن تشرف عليه لجنة تتكون من الجماعة وجمعية الآباء وربما حتى السلطة المحلية، من أجل الوقوف على من يستحق أن يُعفى من الواجبات المالية ومن يجب أن يسدد”.
ومن جهة أخرى طالب رئيس الجماعة بالتصريح بعدد المنخرطن في النقل المدرسي بشكل واضح، هل هنا 600 تلميذ لأو 800 أو 900 مع العلم ان رئيس جمعية الآباء يقول أن هناك 1400 تلميذ، وجمعية النقل تصرح بـ600 تلميذ، وإذا كانت هذه الأعداد من التلاميذ فذلك يعني أن هناك مبالغ مهمة تدخل لصندوق الجمعية.
وقال الشريف “كنا نلوم الرئيس السابق وها نحن الآن نصل إلى نفس النتيجة، والمشكل لا زال على حاله، ونفس الحكاية التي تقع معي الآن وقعت له في بداية عهده عندما صُرفت منحة دعم الجمعية، ليقول له المسؤولون في الجمعية أن المبلغ المتبقي هو 8000 ألف درهم”.
وأردف المسؤول الجماعي أن الجمعة الموكول لها تسيير النقل وَقَعَتْ في العديد من الأخطاء ولا زالت، وأن الإصلاح والمطالبة بالإصلاح لا يعني ممارسة الضغط السياسي أو التضييق على عمل رئيس الجمعية واستمراريتها في الإشتغال.
وتابع “ما يهمني هو توفير النقل المدرسي للتلاميذ في بداية الدخول المدرسي، وضمان مروره في ظروف جيدة وحسنة”.
وشدد المتحدث ذاته أنه “من العيب والعار إذا وَفرت الجمعة ما أطلبه منهم أن أقدم على فسخ العقد معهم، وأنا سأقوم بتشجيعهم والعمل معهم وإلى جانبهم، لكن أن يتم إهمال السيارات وعدم إصلاحها وعندما نطالب باستعادتهم يقال لنا أننا نقوم بالسياسة، هذا أمر غير مقبول”.
وخلص محمد الشريف بالقول “أنا واضح جدا، إذا أرادوا العمل فمرحبا بهم، وأنا أطالبهم بما هو معقول ويجب أن يكون، وإن لم يتوفر سيتم فسخ العقد معهم وإنشاء جمعبة أخرى تريد العمل”.